شهدت مباراة أمس بين بايرن ميونخ وريال مدريد أحداث مثيرة تحكمت بها التفاصيل الصّغيرة، لتنتهي المباراة بفوز الفريق الأبيض بثنائية كريستيانو رونالدو من ميونخ في ملعب الأليانز أرينا.
بدأ البايرن منقوصاً من مهاجمه الدولي البولندي ليفاندوفسكي، مما دعى أن يلعب بمركزه توماس مولر بخطة ٤-٢-٣-١، وبالمقابل دخل الريال كعادته بخطة ٤-٣-٣ بإشراك ناتشو إلى جانب راموس نظراً لإصابة كل من بيبي وفاران.
كانت بداية الشوط الأول تكتيكية ومتوازنة من الفريقين، حيث إن جسّ النبض أمراً بديهياً لعدم فتح مساحات وتلقي أحد الفريقين هدف مبكر يُغير الحسابات، فاستحوذ البايرن على الكرة في أرضه وأمام جمهوره، كما أغلق الريال المساحات بالخلف مع الإعتماد على البحث حول مرتدة سريعة.
إقرأ أيضًا: مدريد بحاجة لإيسكو وزيدان غير مكترث
إستغل فيدال تمركز ناتشو السّيء في الرّكنية وخطف هدف الّلقاء الأول، إن المحارب فيدال كما يُحب أن يُسميه جمهور كرة القدم، لعب بأكثر من مركز في الشوط الأول، حيث صنع الهجمة وقطع الكرة وساند الثلاثي الهجومي بواحدة من أفضل مبارياته حتى نقطة التحول في المباراة، عندما أضاع ركلة الجزاء التي كان يحتاج تنفيذها للعقل والتركيز أكثر من القوة والحماس.
أدرك خط وسط الريال صعوبة اللّقاء بمواجهة ثلاثي مميز بالضّغط وقطع الكرات، كما إن التراجع المبالغ فيه لبيل ورونالدو صعّب مهمة إستغلال المساحات في الخلف، مما خفضت فعالية الأطراف وقلّة خطورتهما، لكن الإيجابي بما حصل هو عدم إنهيار الريال وتلقي هدف ثاني كان سيضع الفريق الأسباني بورطة ذهنية تكتيكية.
دخل الريال الشّوط الثّاني بأبهى حلّته، فإن ضربة الجزاء الضّائعة للبايرن حفّذت الفريق الأبيض قبل الدّخول لغرف الملابس، والبداية كانت مثالية بإدراك التعادل وهزّ شباك العملاق البافاري من خلال عرضية كارفخال وإنهاء مميز لكريستيانو في المرمى.
من الظّلم الحكم على الشوط الثاني بسبب لعب البايرن بعشرة لاعبين بعد خطأ الأسباني مارتينز السّاذج، لكن بدى تعامل المدرب الإيطالي أنشيلوتي بمنتهى السّوء مع البطاقة الحمراء، حيث قام بتفريغ الوسط على حساب ترك مولر لأخر الدّقائق في الملعب، ولم ينشط بدوره خط الوسط المنهك.
إقرأ أيضًا: الجميع يبحثون عن لاعب إرتكاز مميز
ساهم خروج ألونسو بسهولة قيام خط وسط الريال بمهاهمه في صناعة اللّعب، إضافةً للمجهود الكبير اللّذان بذلاه الإرتكازان تياجو ألكانتارا وأرتورو فيدال نظراً لما قدموه في الشّوط الأول، ثم تحولت النصف ساعة الأخيرة إلى فرص قائمة بين الريال وحارس المرمى الألماني مانويل نوير.
يعلم الجميع أن لولا نوير لحُسم اللّقاء في ميونخ، لكن ماذا لو إستغل زيدان النقص العددي للخصم ومنح موراتا وإيسكو أصحاب القدرات الهجومية الأعلى على الدكة الفرصة لتنويع الهجمات والضغط على البايرن أكثر؟، خاصةً أن بنزيما لم يكن موفق بتاتاً في المباراة وأضاع الكثير من الفرص ربما كان سيستغلها موراتا، كما كان ممكن أن يستفيد من دخول إيسكو بدلاً للإرتكاز كاسيمرو لعدم أهمية دوره في النصف ساعة الأخيرة بعد تراجع البايرن للخلف.
حكمت التفاصيل في المباراة، وسمح أداء الريال في الشوط الثاني بتسجيل هدفين ووضع قدم في النصف نهائي، لكن الأمور لم تحسم بعد والحذر واجب في مدريد لأن الخصم يبقى إسمه بايرن ميونخ ويمتلك كتيبة تستطيع صنع الفارق في السانتياجو برنابيو.