رمى الليل حقده في قلبٍ إختار عمداً أن يكون بلا رحمة، في زمن حتى العجائب لم تعد تثير الدهشة، لقد خدّر الوهن قلوب الضعفاء فباتت الجريمة مشهداً واقعياً تغلغل في مجتمعنا ليصبح الضمير مجرد حرف في اللغة، جرد من الإنسانية والرحمة.
فحتى الأم أيقونة المحبة والطمأنينة مورست بحقها اللاإنسانية.
ليل الأمس وحده شاهد على قسوة قلب إبنة رمت بأمها السبعينية على قارعة الطريق، تزدحم في عيني العجوز ألف غصة ودمعة وصورة بشعة لإبنة عاقة صبغت روحها بالقسوة والسواد.
وفي تفاصيل الحادث أن أحد تجار منطقة بنت جبيل وأثناء توجهه صباحاً لفتح محله التجاري عند مدخل البلدة (صف الهوا) فوجئ بإمرأة مسنة يبدو أنها أرخت ثقل همها فنامت عند عتبة محله.
وبحسب ما أفاد التاجر لموقع بنت جبيل.أورغ وبعد أن إستفهم من العجوز عن سبب وجودها في المكان وفي هذا الوقت تبين أن إبنتها اصطحبتها من عيترون و أقدمت على رميها في الطريق وذلك مساء الأمس.
الصدمة ملغومة ببضع كلمات " بنتي كبتني هون" كم هو قاس وقع تلك الحروف ، رغم قلتها إلا أنها بحجم كارثة لا بل أعظم.
وما كان من الشاب إلا أن اصطحبها معه إلى منزله، حيث أخبرته أن إبنتها قد تعاملت معها بعنف وضربتها وألقت عليها الزيت وذلك كله لأسباب تتعلق بالإرث والمال.
وبحسب ما أورد صاحب المحل لموقعنا أنه قام على الفور بالإتصال بأبنائها في بيروت ليقع عليهم هول الحادثة بكثير من الصدمة. ليحضر بعد ذلك أحد ذويها ويأخذها معه.
ربما للوهلة الأولى قد تعتقد أن ما حصل فيلماً أو مشهداً من فيلم سينمائي لا يحدث إلا في الخيال، لكن الواقع المرير أشدّ صدمة .
وهنا يبقى السؤال كيف لإمرأة مسنة أن تعامل بهذه الطريقة البشعة؟ أين حقوق المسنين؟ السؤال برسم المعنيين!
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.أورغ