نشرت جمعية ألمانية تعمل على لمّ شمل الأسر السورية عبر التبرعات، قصة عائلة اعتبرها كثيرون "صادمة"، رفضت السلطات الألمانية منح طفلتهم الرضيعة (8 أشهر) تأشيرة للالتحاق بذويها في ألمانيا.
ويتعلق الأمر بمراهق سوري لاجئ عمره 16 عاماً مقيم في هامبورغ، يحق له قانوناً لمّ شمل والديه، قدم أبواه طلبات الحصول على تأشيرة لهما ولشقيقته المقيمة معهما، فقبلت السفارة الألمانية لدى الأردن طلب الأبوين ورفضت طلب الطفلة "ك".
وكانت السفارة قد أرسلت رسالة باسم الطفلة تبلغها الرفض، بذريعة أن الأخ لن يكون قادراً على الإنفاق عليها.
الجمعية ذكرت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك الإثنين 10 نيسان 2017، أن السلطات الألمانية كانت سابقاً تصنف بانتظامٍ، حالات كالرضيعة "ك"، كحالة عسيرة.
سنضعها على متن الطائرة
الجمعية، أوضحت أنها ستعمل بمساعدة جمعية أخرى موجودة في هامبورغ على وضع هذه الطفلة على متن الطائرة؛ لتأتي وتعيش مع أهلها في ألمانيا.
ودعت إلى أن يتعهد 45 شخصاً من المتابعين بدفع 10 يوروات شهرياً؛ كي يساعدوا بذلك كفيلاً سيوقع أمام سلطة الأجانب على تعهدٍ بالإنفاق على الطفلة 5 سنوات ودفع إيجار سكنها.
وتعمل جمعية "الآباء الروحيون للاجئين السوريين" على لمّ شمل أسر سورية موجودة داخل سوريا، عبر جمع تبرعات شهرية تبلغ قيمتها 10 يوروات من كل من أعضائها الـ3800 حالياً؛ لكي يقدموها للكفلاء الذين يوقعون أمام السلطات تعهداً بأنهم سيتكفّلون بمصاريف القادمين السوريين لمدة 5 سنوات.
وتمكنت الجمعية من انتشال 187 شخصاً من جحيم الحرب والمعاناة في سوريا إلى ألمانيا، منذ تأسيسها في ربيع عام 2015.
ولقي منشور الرضيعة السورية تعاطفاً من قِبل المواطنين الألمان، فكتبت طالبة بعد مرور دقيقتين فقط على نشر قصة الطفلة "ك" للجمعية أنها قدمت تعهداً لدفع المبلغ الشهري المذكور؛ إذ إنها قرأت للتو المنشور، ومزقت القصة فؤادها.
وتساءلت معلِّقةٌ تدعى "كايا" غاضبةً: هل يمكن أن تصل لا إنسانية سياسة اللجوء الألمانية إلى ما هو أكثر من ذلك؟! فقالت الجمعية إنه إذا ما تم إيقاف برامج استقبال اللاجئين في الولايات الخمس المتبقية التي تسمح بجلب السوريين عبر نظام الكفيل، سيصبح الوضع أسوأ مما هو عليه الآن؛ لأنهم لن يستطيعوا إنقاذ المزيد من الناس.
وترددت الجمعية في تقديم معلومات عن هذه الحالة وتخوفت من نشرنا مقالاً جديداً عنها، مرجعة ذلك إلى توقعها تلقي الكثير من طلبات المساعدة من سوريين يائسين من أوضاعهم كما حصل قبل قرابة عام؛ ما سيسهم في إثارة الآمال لدى الكثيرين، وسيضطر الجمعية عند سؤالهم إلى تخييب أملهم برفض الطلبات.
ولكن المتحدث باسم الجمعية قال إن عدد المتعهدين بدفع المبلغ الشهري لأجل جلب الطفلة "ك" قارب الوصول إلى 45، مشيراً إلى أنه عادة ما يستغرق الأمر 7 أسابيع ليصل المرء إلى ألمانيا بعد توقيع الكفيل على التعهد أمام سلطة الأجانب.
وكان الإخوة والأخوات القاصرون يتلقون حتى قبل 6 أشهر تأشيرة أيضاً، مبينة أن سياسة الدخول التي تتبعها الحكومة، الهادفة إلى إعاقة لمّ شمل الأسر بشكل متزايد تسببت في وضع تقييم جديد، يقوم على إلغاء اعتبار لمّ شمل الإخوة والأخوات حالات عسيرة.