أشرف الزعيم الكوري الشمالي على مناورة نفذتها قوة من الوحدات الخاصة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الخميس، وذلك بعد أيام من إرسال الولايات المتحدة الأمريكية وحدة بحرية ضاربة تتألف من حاملة طائرات وقطع مرافقة إلى شبه الجزيرة الكورية.

وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الخميس، أن كيم جونغ-أون "شاهد من نقطة مراقبة إنزال طائرات خفيفة لقوات خاصة استهدفت بلا رحمة أهدافا للعدو".

وأشاد كيم وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، بالدقة التي تتمتع بها قواته، قائلا: "يبدو أن الرصاصات لديها عيون"، وفق ما أفادت به الوكالة من دون أن تحدد متى جرت المناورة.

وقال إن العملية "أثبتت مجددا أن جيشنا الشعبي الكوري سيجعل الغزاة المتهورين يذوقون الطعم الحقيقي لإطلاق النار والطعم الحقيقي للحرب".

الصين تتحرك:

إلى ذلك، قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، إن أكثر من 150 ألف جندي صيني انتقلوا إلى الحدود مع كوريا الشمالية بالتزامن مع التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية والتهديدات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية ضد نظام بيونغ يانغ.

وأشارت الوكالة في تقرير لها الخميس إلى أن الخطوة الصينية ربما تكون "توطئة لعملية عسكرية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على كوريا الشمالية بعدما فسر خبراء قول الرئيس ترامب بأن بلاده تستطيع تسوية المشكلة دون مساعدة الصين، بأنه تلميح لاحتمال أن تعمل واشنطن وبكين معا على احتواء الخطر الكوري".

غير أن وزارة الدفاع الصينية عادت الخميس لتنفي هذه التقارير وتصفها بـ"غير الدقيقة"، داعيا في بيان لها "جميع الأطراف المعنية بالأزمة إلى عقد مفاوضات في أقرب وقت ممكن فيما يتعلق بتطهير شبه الجزيرة من السلاح النووي".

وتنقل الوكالة عن خبراء قولهم إن الصين ستعمل على حل المسألة الكورية لصالحها في حين لا يستبعد خبراء آخرون للوكالة أن توجه واشنطن ضربة عسكرية لنظام كوريا الشمالية، لاعتقادها بأن صواريخ بيونغ يانع لا تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة.

وفي تعليق على التهديدات الأمريكية، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ-سي أمام البرلمان الخميس، إنه يعتقد أن واشنطن المتحدة ستتشاور مع سيؤول "إذا فكرت في توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية".

بدوره اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الخميس إن "القوة العسكرية لا يمكن أن تحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية" وتوقع أن تتاح فرصة للعودة إلى المحادثات وسط التوترات الحالية.

وقال وانغ يي للصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الفلسطيني في بكين إن "أي طرف يهيج الوضع في كوريا الشمالية يجب أن يتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك".

قنبلة نووية في نفق:

يأتي ذلك بينما قال معهد متخصص بإجراء أبحاث حول كوريا الشمالية إن صورا التقطتها أقمار اصطناعية الأربعاء، أظهرت أن موقع "بونغيي-ري" المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات جاهزا لإجراء تجربة جديدة. 

وقال خبراء معهد "38NORTH- نورث 38" في تحليل للصور الجديدة إن موقع "بونغيي-ري" أصبح مُعدّا وجاهزا، مضيفين أن صور الأقمار الاصطناعية "تظهر نشاطا متواصلا حول البوابة الشمالية وأنشطة جديدة في المنطقة الإدارية الرئيسية وطاقما قرب مركز القيادة".

من جهتها، نقلت إذاعة صوت أميركا عن مسؤولين أمريكيين -لم تنشر أسماءهم- قولهم إن السلطات في كوريا الشمالية "وضعت على ما يبدو قنبلة نووية في نفق"، حيث يتخوف مراقبون من أن يكون نظام كيم جونغ-أون يعد لتجربة نووية سادسة السبت المقبل، تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الـ105 لولادة مؤسس النظام كيم إيل-سونغ.