تتخوّف بعض الأوساط الاقتصادية من انعكاس الاجواء السياسية المتشنجة على الحركة الاقتصادية التي تعاني اساساً من الجمود، فيما يرى البعض الاخر ان أي تحرك في الشارع هو تحرّك ديمقراطي ستكون آثاره محدودة ومحصورة.
 

يرى رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد ان اي تشنّج في الوضع السياسي سينسحب فوراً على الوضع الاقتصادي وعلى شهية الاستهلاك وعلى موضوع الثقة، خصوصاً وان اجواء التوافق لم تكد تسيطر على البلاد بعد الحلحلة السياسية التي انتجت انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة.

وقال لـ«الجمهورية»: جل ما نتمناه ان يسود صوت العقل والمصلحة الوطنية العليا وان نتنبّه، الى ان المستوى الكلامي العالي والتشنج السياسي يؤثران سلباً على الاوضاع الاقتصادية.

ودعا عربيد أهل السياسة الى ان يحملوا الهم الاقتصادي والاجتماعي من ضمن اولوياتهم، خصوصاً ان المؤشرات الاقتصادية منذ بداية العام حتى اليوم ليست مشجعة على الاطلاق، فالأرقام في منحى انحداري متواصل وها نحن نتأمل من موسم الى آخر، لكن للأسف بدأت القطاعات الانتاجية والاقتصادية اليوم تفقد الامل.

وحذّر من ان مناعة المؤسسات بدأت تتأثر، صحيح اننا لا نريد التهويل بالوضع الاقتصادي لكن المطلوب من الجميع ان يتحمل مسؤوليته، لنجنّب اقتصادنا المرهق المزيد من الاعباء غير القادر على تحملها. (كلام عربيد جاء قبل قرار اتخذته الهيئات الاقتصادية بامتناع الاعضاء عن التصريح في هذا الموضوع تجنباً للاحراج ولوجود اكثر من رأي وموقف في هذا الاتجاه).

بيروتي

في المقابل، اعتبر الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي ان تأثير الجو السائد بإقامة تظاهرات واقفالات اليوم لا يزال محدوداً، خصوصاً وأنه ملف سياسي بحت، فما قد نشهده اليوم، اذا بقي التظاهر قائماً، هو عبارة عن عملية سياسية ديمقراطية عالقة في البلاد منذ زمن وتحتاج الى حلول. وأكد ان الأهم اليوم ان لبنان يتميّز عن غيره من دول المنطقة بالاستقرار الامني.

من جهة أخرى، كشف بيروتي عن اعداد وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص لمشاريع سياحية كبيرة ترويجاً للبلد تهدف الى استقطاب عدد كبير من الوكلاء السياحيين والمروجين السياحيين في شهر ايار للدفع في اتجاه اعادة ادراج لبنان على الخريطة السياحية. وستعقد اجتماعات عدة لمتابعة هذا الملف بهدف انجاحه.

وقال بيروتي اننا نعول كثيراً على انجاح هذا المشروع نظراً لفوائده المتعددة على القطاع، وأوضح ان شركة خاصة عالمية ستدير هذا المشروع وحتى اليوم ابدى اكثر من 620 مشتركا حول العالم اهتماماً بهذا الموضوع، نذكر منها على سبيل المثال: من اميركا اللاتينية الى اميركا الجنوبية الى دول اوروبية وعربية وغيرها.

وأوضح ان هذا المشروع يهدف الى ترويج السياحة في لبنان خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين، موضحاً ان الرزمة السياحية التي اطلقتها وزارة السياحة مؤخرا لم تحقق اهدافها لأنها أتت متأخرة عدا عن انها لم تحظ بالترويج المناسب.

تجمُّع رجال الاعمال

في السياق نفسه، ناشد تجمع رجال الاعمال اللبنانيين جميع السياسيين من كل الأطراف والفرقاء في لبنان للعمل على اصدار قانون انتخابي توافقي وعادل في اسرع وقت ممكن لأن الاوضاع الاقتصادية متردية بشكل كبير وباتت تنذر بالعواقب الخطيرة في ظل عجز اقتصادي تجاري ومالي ناتج عن الاوضاع السياسية التي تتخبط بها البلاد.

ورأى التجمع ان عدم تفعيل الحياة الديمقراطية في لبنان وتداول السلطة يؤثر سلبا على الدورة الاقتصادية وعلى النمو، خصوصا واننا على ابواب موسم صيف واعد لانعاش الاقتصاد الوطني، فلا يجوز ان تبقى الامور على حالها.