" بتفوت عالضاحية ما فيك تتحرك من عجقة السير، بالضاحية بيضرب فيك واحد بالسيارة بتخاف ينزل يهجم عليك لإنو أزعر، بالضاحية بتفتح مصلحة بياخدو منك خوّات وما فيك تعترض كرمال ما يكسرولك محلك، بالضاحية بتصف موتسيكلك تحت البناية بتنزل بعد دقائق بتلاقي إنسرق ومعروفين مين الحرمية بالأسماء بس ما فيك تساوي شي، بالضاحية بيمرض بيّك بتاخدو عالمستشفى (ذي تسمية دينية) ما بخلوك تفوتو لتدفع، أو بيموت قدام مستشفى، بالضاحية الصغير قبل الكبير مسلّح، ومستعد ينهي حياة أي إنسان لأسباب تافهة، بالضاحية التشبيح والقتل صار يومي، والتفلت الأمني صار بيشبه وضع المخيمات بدون مبالغة، وحتّى أكتر وبالآخر أنت وماشي بتتفركش بلافتة مكتوب عليها "هيهات منا الذلة"، ليش بعد في ذل أكتر من هيك؟ ".
إقرأ أيضًا: دواعش الضاحية الجنوبية أشد خطرًا من داعش.. من يحميهم؟
هذه ليست مجرد كلمات مصفوفة، وإنما هي صرخة وجع، ورسالة عتب كبير من أحد سكان الضاحية الجنوبية على الحال التي وصلت إليه هذه المنطقة المستضعفة.
وسط هذا التفاقم الواضح في حالة الفلتان، يحمّل أهل الضاحية الجنوبية المسؤولية للفشل الحكومي المستمر في إدارة كافة الملفات وخصوصًا الأمنية منها، وضعف التصدي لبعض الشلل إلى نواب ووزراء "حزب الله" و"حركة أمل" لعدم إتخاذ أي خطوات لحلحلة الموضوع مكتفين بمشاهدة إنهيار المجتمع وسقوط بعض المناطق تحت سلطة الخارجين عن القانون.
فقد كثرت في السنوات الأخيرة التصرفات المافيوية داخل أحياء الضاحية الجنوبية، وتسببت في خلق أجواء رعب داخل نفوس المواطنين الذين يأملون من الدولة اللبنانية فرض هيبتها والعمل على وضع خطة مستعجلة تنقذ أبناء الطائفة من كابوس المافيات وحكمهم الذي بات مستشرِ داخل الأحياء والمناطق.
إقرأ أيضًا: انهيار شبكات المخدرات في الضاحية ؟
الإحباط والغضب مما آلت اليه الأمور هما السمة البارزة لدى أبناء المنطقة، فما يجري اليوم لا يمثل أهل الضاحية، لأن معظم من يقطنها لا يرضى بذلك وقد طفح الكيل.
فمن يتحمل مسؤولية إغراق الضاحية ببؤس المخدرات والمافيات والتشليح والتسلح والسرقات؟؟.. سؤال برسم المعنيين في الضاحية الموعودة إلى يومنا هذا بأنها قد تعود أفضل مما كانت.