رغم ارتفاع نبرة التهديدات والضربات الصاروخية الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري، إلا أن هذه الخطوات لا تشي بأي تغيير جذري في موقف واشنطن تجاه الصراع الدائر في سوريا.
واشنطن لا تزال ثابتة على موقفها، والأولوية تبقى لهزيمة تنظيم "داعش" والسيطرة على معاقله في شرق سوريا تمهيدًا لتسليمها إلى الفصائل العربية والكردية المطابقة للمواصفات الأميركية.
ماتيس: الأولوية لداعش
وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، قال بشكل علني، إن السياسة العسكرية الأميركية فى سوريا لم تتغير، وما زالت تركز على هزيمة مقاتلي داعش، رغم قيام بلاده بقصف قاعدة عسكرية تابعة للنظام. وأكد أن "الحملة تركز على تدمير وكسر داعش في سوريا"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن " الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم خان شيخون الكيميائي، وأنها استخدمت أسلحة كيميائية مرات عدة في الماضي".
خطة ترامب
خطة إدارة ترامب لسوريا لم تتغير من الناحية الاستراتيجية، رغم بعض التعديلات الطفيفة في التكتيك، وجدير بالذكر أن هذه الخطة وضعت منذ الحملة الانتخابية، وتتركز على دعم الفصائل المعتدلة ومساعدتها للحلول مكان داعش.
وفق الخطة الأميركية فإن سوريا الشرقية ستظهر بعد طرد داعش، وهذه المنطقة ستكون خاضعة لحلفاء واشنطن، الذين سيتمددون نحو دير الزور انطلاقًا من مناطق نفوذ الأكراد في شمال شرق البلاد، والحدود السورية الأردنية جنوبًا.
الضربة الصاروخية نتيجة استخدام الكيميائي
تنبغي الإشارة إلى أن مسؤولي الإدارة أكدوا أن الضربة الصاروخية جاءت ردًا على استخدام الكيميائي، ولم تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة.
الأهداف المستقبلية
الأميركيون يهدفون من وراء خطتهم لتحقيق مكاسب عدة، أبرزها إيجاد موطئ قدم لهم على غرار الروس، وهذه المنطقة ستدخل في حسابات التفاوض مستقبلًا للتوصل إلى حل سياسي، وأيضًا قطع الطريق أمام الإمدادات القادمة لإيران و"حزب الله" من العراق.
بين داعش والنظام
ويحجم الأميركيون عن خوض معركة كسر عظم لإسقاط داعش والنظام في وقت واحد بسبب عدم وجود حلفاء لهم كالأكراد والفصائل المعتدلة في باقي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فالشريط المصور الذي نشر في الصيف الماضي، وأظهر تعرّض جنود أميركيين للإهانة والطرد في شمال سوريا جعل الإدارة تعيد حساباتها في كيفية اختيار الفصائل تمهيدًا لتدريب عناصرها وتسليحهم، كما إن واشنطن تدرك أن طهران تجهد لتوتير الأوضاع بين روسيا وأميركا خشية "الخروج من المولد السوري بلا حمص".
سوريا الشرقية
ووفق معلومات "إيلاف"، فإن رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، سمع أثناء زيارته لواشنطن في الأسبوع الماضي من وليد فارس مستشار السياسة الخارجية لترامب إبان حملته الانتخابية، خطة الإدارة الأميركية القائمة على إيجاد منطقة تزيد مساحتها المأهولة عن ثلاثة عشر ألف كيلومتر مربع في الشرق السوري، تكون خاضعة لسلطة حلفاء واشنطن، وتشكل قاعدة انطلاق نحو المناطق الأخرى، علمًا بأن هذه الرقعة الجغرافية ستعرف باسم سوريا الشرقية، كما إن طهران لن تكون سعيدة مع خطة ترامب التي ستخرجها من البلاد.
(إيلاف)