التطورات الأمنية في عين الحلوة، ما هي الا انذار واضح لجميع اللبنانيين. كما انها اختبار حقيقي، لقدرة مختلف القوى السياسية المتوافقة والمختلفة من ان الاستهداف الامني للبنان ما زال مستمراً مرة من جبهة الشمال وثانية من جبهة الجنوب، ومن الجماعات التكفيرية نفسها، المدعومة من عواصم معروفة لفريقي 8 و14 اذار و"للوسطيين وللحياديين"، ان وجدوا في لبنان، والتحذيرات التي كان اطلقها المدير العام للامن العام اللواء السيد عباس ابراهيم، تؤكد ان لبنان، في دائرة الاستهداف التكفيري، والى جانبه التقارير الامنية والتوقيفات المستمرة وشبه اليومية لجماعات وخلايا صغيرة لوجستية واعدادية وغيرها في مختلف المناطق ومن جنسيات مختلفة.
هذه المعطيات وغيرها، تؤكد كما يقول مصدر وزاري على ان الجميع مدعو لتهدئة النقاش السياسي وعدم توتير الساحة السياسية الداخلية، لأن الكأس المر، لا يستثني احداً من الطوائف اللبنانية، من اجرام التفجير، وما حدث في مصر والسويد وبطرسبورغ، يمكن ان يحدث في اي بلد مستهدف في العالم، ومن هذه البلدان لبنان، الذي تعرض للتفجير والاجرام في محطات عدة ونجا من حالات اخرى، بفضل الله وتعاون وتنسيق القوى الامنية اللبنانية على اختلافها.
المصدر الوزاري يجدد الدعوة الى الفصل بين النقاش الداخلي حول قانون الانتخاب، مهما كان مرتفعاً او منخفضاً وبين التجييش السياسي الطائفي والمذهبي، تحت عنوان حفظ الحقوق المذهبية والطائفية في الحصص النيابية، مع التأكيد على هذه الحقوق التي يجب ان تكون متساوية بين الجميع، ولا تستثني اي طرف او فريق بغض النظر عن حجمه ووزنه الشعبي او السياسي.
لذلك ان التحذيرات الامنية من قبل الجماعات التكفيرية بنقل المعركة من الداخل الى الخارج، ترتب مسؤوليات سياسية وليست امنية فقط، اذ ان الجيش يقوم بما يلزم في هذا الصدد، لكن يبقى ان يكون اهل السياسة في لبنان على قدر المسؤولية الوطنية، من محاولات الجماعات التكفيرية اخذ لبنان الى ساحة مفتوحة في اكثر من منطقة، عدا عن الحدود مع عرسال.
مع الاشارة الى ان معطيات المتابعين الامنيين ، لمنحى سير الاشتباك في عين الحلوه، يرون ان هناك محاولات حثيثة من خلال بيانات ومعلومات مشبوهة، لزج الجيش اللبناني، في المعركة، وكذلك لزج اطراف سياسية، وهذه مواقف وبيانات مدفوعة الاجر وليست بريئة، مع التأكيد على ان هذه الجماعات التكفيرية في عين الحلوة تتمول، من جهات عربية وعواصم خليجية معروفة، ويبدو في حال استمرت الامور على هذا المنوال من عدم الحسم لجماعة محددة داخل المخيم، قد نكون امام مشروع يصيب الفلسطينيين في المخيم والفلسطينيين بموضوع حق العودة. وهناك اكثر من تساؤل في الامر، عدا عن محاولات اشغال المقاومة في لبنان، و"القنص المتعمد" على اوتوسترادات الجنوب، حيث يصل مدى القنص التكفيري، وهذا الاستهداف ليس بريئاً، على الاطلاق.
ووفق المصادر، فان المطلوب من الافرقاء في لبنان، الحذر والانتباه، وعدم الانزلاق في النقاش الى امكنة غير محسوبة، قبل انكشاف كل معطيات المعركة الجارية مع جماعة بلال بدر، واذا ما كانت بالفعل مقدمة لحسم وضع هذه الجماعة، اوانها مجرد مقدمة لمشروع كبير ضد مخيم عين الحلوه، والمحيط، لتوريط المنطقة وصيدا، كمقدمة ومحاولة جديدة لاذكاء فتنة في صيدا والجوار، لذلك لا بدّ من التشديد على ان القوى الفلسطينية معنية مباشرة بحسم هذا الامر، للحفاظ على امن المخيم واهله من هذه الجماعات، خصوصاً ان المصادر تتحدث عن عواصم، متصارعة داخل المخيم، والخوف كل الخوف ان يدفع السكان ضريبة تجاذبات بعض العواصم العربية، لاهداف خبيثة، تصيب من الفلسطينيين في لبنان مقتلاً وبالتالي، لا بدّ للقوى الفلسطينية الوطنية، ان تتحمل مسؤولية انهاء الحالة الشاذة، في المخيم دون اي تداعيات امنية وسياسية على المخيم والمحيط في الجنوب.
(ياسر حريري)