توارى بلال بدر بعد سقوط مربّعِه الأمني، وتحوّلَ إلى شاكر عبسي ثانٍ. وتقول المعلومات إنّه بات تحت مراقبة «عصبة الأنصار» وإشرافها في جامع حيّ الصفصاف حيث معقلها الأكبر، وهي التي فاوَضت مع «الحركة الإسلامية المجاهدة» قبل ساعتين مِن تهاوي مربّع بدر وتقهقُر جماعتِه، وزارت مدير فرع مخابرات الجيش العميد خضر حمود في ثكنة محمد زغيب، عارضةً عليه مبادرةً لوقف إطلاق النار وأن تضع بدر تحت إشرافها في الإقامة الجبرية، ليُبحَث مصيرُه لاحقاً على أن يتوارى، وقد تحقّق لها ما أرادت بعد موافقة أمين سر حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية اللواء فتحي أبو العردات، الذي حصل على موافقة رام الله، لكن تحت عنوان أنّ بدر مطلوب وملاحَق من القوّة المشتركة.
وفيما أكّد عضو «جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف أنّ بدر بات لدى القوى الإسلامية، خرج الناطق باسم «عصبة الأنصار» الشيخ أبو الشريف عقل نافياً ذلك رغم تأكيد القوى الأمنية أنّ بدر ومعه 12 جريحاً من مجموعته موجودون في حيّ الصفصاف تحت إشراف «العصبة».
وفي السياق، عَقدت القيادة السياسية الوطنية والإسلامية الفلسطينية اجتماعاً أمس في صيدا، لإعلان وقفِ إطلاق النار، وأكّدت في بيان «انتشارَ القوّة المشتركة في كامل حيّ الطيري وتموضعَها فيه استناداً إلى الحاجة والضرورة وبصلاحيات كاملة من القيادة السياسية، وتفكيكَ حالة مجموعة بدر بشكلٍ كامل ونهائي، على أن تكون مهمّة القوّة المشتركة اعتقالَ بدر واعتبارَه مطارَداً ومطلوباً منها من أجل تسليمِه للعدالة والدولة اللبنانية».
وأعلنَت أنّ القيادة السياسية الفلسطينية ستعمل على معالجة آثار وتداعيات الأحداث الأخيرة، متعهّدةً بأنها لن تسمح بأن يعبثَ مجدداً بأمن المخيّم وكلّ المخيّمات الأخرى.
وأعلن ابو العردات أنّ «قسماً من القيادة السياسية سيتوجّه بعد الاجتماع إلى مخيّم عين الخلوة لمواكبة انتشار القوّة المشتركة في حيّ الطيري، وقسماً آخر سيتوجّه إلى فاعليات صيدا لشكرِها على موقفها الداعم للوحدة الفلسطينية في مواجهة هذه العصابة واحتضانها للّاجئين والقضية الفلسطينية».
لكنّ القوّة المشتركة لم تنفّذ انتشارها في حيّ الطيري، إذ استمرّت فلول مجموعة بدر بإطلاق الرصاص وقذائف صاروخية، على أن تنتشر لاحقاً بعد استكمال تجهيزاتها اللوجستية لجهة عتادها وعديدها، والتواصل مع الأهالي لشرحِ الهدف من الانتشار.
كما عَقدت القيادة السياسية الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في مقرّ «القوة المشتركة» للبحث في تفاصيل انتشارها وفقَ ما قرّرته القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
وجالَ وفد من القيادة السياسية الفلسطينية المشتركة على فاعليات صيدا لوضعِها في أجواء المقرّرات، فزار النائب بهيّة الحريري التي نوَّهت بـ«الإجماع الفلسطيني الذي تجلّى باتّفاق القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية على إعادة الهدوء والاستقرار إلى مخيّم عين الحلوة بعد إنهاء إحدى الحالات الأمنية الخارجة عن هذا الإجماع والمسيئة لأمن واستقرار المخيّم وصيدا». ودعَت القوى الفلسطينية إلى «التسريع في تثبيت الهدوء من أجل عودة سريعة وآمنة للنازحين والعمل على التخفيف من معاناتهم».
كما زار الوفد الأمينَ العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد ونائب رئيس المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في لبنان بسّام حمود.
وفي سياق متصل، زار وزير الدفاع يعقوب الصرّاف مدينة صيدا، والتقى كلّاً من النائب بهية الحريري، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الارثوذكس الياس كفوري، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار.
وعلى هامش الزيارة أكّد الصرّاف أنّ «مهام الجيش هي حماية جميع المواطنين وصيدا لرمزيتها ووجودها المتاخم جغرافياً لبقعة حامية اليوم»، مشيداً بـ«العمل الجبّار الذي قامت به مديرية المخابرات لحماية أمن المواطن وحتى الأمن الفلسطيني من تدهور وضع أمني كاد ان يجرّ المنطقة الى موقع خطير». واعتبر أنّ «المقتنع بأرضه وربّه لا يخاف متفجرة ولا يخاف إرهابياً ولا يخاف شيطاناً ولا تكفيرياً ولا مجرماً».
وعن الوضع في مخيم عين الحلوة، قال: «الأزمة التي تَدور حولنا وتدق أبوابنا كل يوم هي أزمة خطيرة ولسوء حظي متطورة وقد تطول، ويا ليتني أستطيع القول إنّ الارهاب قد هزم في كل المنطقة، هذا لا يعني انّ نخاف أحداً.
ونؤكد للجميع انّ الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لا يخافان احداً، لا عدواً ولا ارهابياً. والجيش اللبناني سيتصدى، ونحن كلّنا وراؤه»، مشدداً على أنّ «صيدا ليست فقط عاصمة الجنوب، فكل أرض عليها اعتداء في لبنان هي عاصمة عقلنا وقلوبنا».