وبغض النظر عن الاداء التقني لما قاله الامين العام الاسبق الشيخ صبحي الطفيلي الا ان موقفه الجريء جدا من موضوع تدخل حزب الله وانخراطه المباشر في الاحداث الدائرة في سوريا وتوصيفه لهذا التدخل على انه نوع من انواع المشاركة الجرمية لدرجة نفيه الواضح وبدون اي مواربة لصفة " الشهيد " عن المقتول هناك جاء ليشكل صرخة مدوية مساوية لحجم الخطورة التي يرى انها ستترتب على السياق التصاعدي من تورط الحزب المباشر والفاضح خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان في ظل الاحتقان المذهبي المخيم فوق سماء لبنان والمنطقة فان ترددات هذا التدخل وتمذهبه لن تكون محصورة على المنتمين الحزبيين بل سينعكس على مجمل ابناء الطائفة الشيعية ومن هنا جاءت اضافة هذه الصرخة على ما سبقها من صرخات مماثلة سبقه اليها المرجع السيد علي الامين واللقاء العلمائي اللبناني وشخصيات فاعلة الا ان ما يميز هذه الصرخة عن مثيلاتها هو الموقع التنظيمي والحزبي للشيخ وما كان له من دور فاعل جدا في التأسيس العملاني لحالة المقاومة يجعل منه فضلا عن اعتباره موقف ديني سياسي ليخوله هذا الموقع السابق من التصويب المباشر على دوائر اتخاذ القرار داخل الحزب والتي يعرف الشيخ صبحي انها حتما ليست في حارة حريك , وبالتالي فان خبرته تخوله فضح موازين المصالح والمفاسد المتبعة في ميزان الحزب والتي لا تراعي في الدرجة الاولى الا المصالح الايرانية بالمنطقة والمرتبطة عضويا بالنظام السوري ,,, هذا ما استطاع الطفيلي ان يقوله بالقليل من سحر البيان وبالكثير من الوضوح الذي نحتاجه للتخفيف من سرعة الانزلاق صوب قعر الجحيم المذهبي .