كشفت الكاتبة لورا روزن في موقع المونيتور أنّ المسؤولين الروس غاضبون سراً من الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائي على خان شيخون في إدلب الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصاً، موضحةً أنّهم يرون فيه تهديداً للتقارب الأميركي-الروسي المحتمل قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأولى إلى موسكو هذا الأسبوع، على حدّ ما نقلت عن محلّلين روس.
 

في مقالها، لفتت الكاتبة إلى أنّ روسيا مرتبكة بسبب التصريحات "المتناقضة" التي أطلقها مسؤولون في الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرةً إلى أنّها تتساءل عما إذا باتت تتجه إلى المطالبة بالإطاحة بالأسد، وعن مدى اعتقادها بأنّ موسكو مسؤولة عن سلوك الأسد وعن الناطق الفعلي بإسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإدارة الجديدة.

في هذا السياق، نقلت روزن عن الخبير في الجيش الروسي مايكل كوفمان قوله إنّ الأسد "انتحر" بإقدامه على هذه الخطوة وتأكيده أنّ روسيا لن تسامحه عليها أبداً. وفيما وصف كوفمان الهجوم الكيميائي المزعوم بالكارثة الكبرى، اعتبر أنّه قضى على إرث اتفاقية العام 2013 القاضية بإزالة الأسلحة الكيميائية السورية التي صادقت عليها الولايات المتحدة وروسيا، ما جعلهما يبدوان ككاذبين. كما رأى كوفمان أنّ الهجوم الكيميائي سبّب إحراجاً عاماً في روسيا، لافتاً إلى أنّ الرئيس فلاديمير بوتين اضطر إلى "ابتلاع" موسى الضربة التي نفذتها واشنطن بصواريخ "الكروز" وعدم الدفاع عن الأسد وبالتالي الإساءة لروسيا.

بدوره، اعتبر الخبير في الشؤون الروسية نيكولاس كفوسديف أنّ الأسد وقّع على "إعدامه السياسي" بنفسه وشدّد على أنّ الروس لن يسامحوه، متوقّعاً أن ينتظروا استقرار الأوضاع في سوريا لتغيير رأس السلطة قبل التفرّغ له.

بالعودة إلى تيلرسون الذي عبّر عن خيبته لانتقاد روسيا الضربات الأميركية واستغرابه لفشلها بضمان تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية من دون أن يتهمها بالتورّط بالاعتداء المزعوم، نقلت عنه روزن أمله في أن تكون محادثاته مع نظيره الروسي في موسكو مثمرة وأن تفضي إلى نجاح موسكو في الضغط على الأسد لعدم تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية.

واستناداً إلى تصريحات تيلرسون هذه، أوضحت روزن أنّ التغييرات التي أحدثتها الولايات المتحدة على حساباتها المتعلّقة بالأسد وروسيا تصعّب على المراقبين تحديد المسائل التي سيناقشها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف غداً الأربعاء.

في هذا الصدد، نقلت عن كفوسديف ترجيحه تأكيد تيلرسون للروس أنّ السياسة المحلية في الولايات المتحدة باتت تلعب دوراً أكبر وتطرّق الطرفين إلى سبل تجنّب فرض عقوبات جديدة على موسكو، بعدما كانا سيتناولان الانتقال السياسي في سوريا قبل أسبوعين.

من جهته، سلّط موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي الضوء على أهمية زيارة تيلرسون إلى موسكو- التي ترزح تحت ضغوطات غربية أكبر بالمقارنة مع نهاية العام 2016- إذا كانت تأمل في التفاوض مع واشنطن تجنباً لعزلة أكبر.

ختاماً، تحدّث الموقع عن إمكانية اتجاه روسيا إلى البحث عن سبل أخرى لاستعادة نفوذها، ومنها خوض محادثات جديدة والدخول على خط نزاعات جديدة تستغلّها للتأثير في الغرب، إذا ما فشل اللقاء بين تيلرسون ولافروف.

 

 

( لبنان 24" - Al-Monitor - Stratfor)