نشر موقع دايلي بيست الأميركي تقريرًا عن إستخدام النظام السوري لغاز السارين في خان شيخون، مفنّدًا الأحداث التي سبقت هذا الهجوم الكيماوي.
 

ونقل الموقع عن مسؤولين عسكريين أميركيين وآخرين في المعارضة السورية قولهم إنّ القوات السورية نفذت الهجوم بالغاز بسب اليأس، وذلك بعد هجوم محكم كانت تنفّذه الجماعات المعارضة بدعم أميركي منذ 21 آذار الماضي، حيثُ بدأت تتقدّم نحو قاعدة حماة العسكرية، والإستراتيجية بالنسبة للقوات السورية.

مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن إسمه، رأى أنّ النظام السوري "تحت ضغط كبير". ولفت إلى أنّ المجموعات المُعارضة تقدّمت الشهر الماضي، ما شكّل تهديدًا للقاعدة الجويّة في حماة، وهي قاعدة رئيسية للمروحيات ويعتقد أنّها تحتوي على مصنع لتصنيع البراميل المتفجّرة. ما يعني أنّ خسارة هذه القاعدة تشكّل خطرًا كبيرًا للنظام.

وتحدّث المتحدث بإسم "جيش العزّة" محمود المحمود للموقع عبر "واتسآب" عن خسارات كبيرة للنظام على الأرض منذ بدء المعركة الكبرى. وقال: "بعد ساعات من بدء المعركة، سيطرت القوات المدعومة من الولايات المتحدة على أكثر من 20 مدينة وقرية، كذلك استولت على مراكز للجيش السوري. وقد أصبحت المجموعات المعارضة على بعد أميال قليلة من المطار العسكري في حماة".

وزعم أنّ الجيش السوري خسر عددًا كبيرًا من المقاتلين وأنّ المجموعات المعارضة وثّقت الإستيلاء أو تدمير 40 دبابة وناقلات جند للنظام. وأوضح قائلاً إنّ القوّة الوحيدة التي يجب أخذها بالحسبان هي "حزب الله".

وهنا رأى محللون أميركيون أنّ استخدام الأسلحة الكيماويّة يرتبط بقرار "معركة يأس" لوقف سيطرة المعارضة على عناصر رئيسية للنظام، ولفتوا الى أنّه يمكن أن تكون الروح المعنوية لدى الجيش السوري تختبر مستوى تدني جديد.

من جهتهم، كشف مراقبون يرصدون الحركة الجوية الروسية إنّه منذ الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات، نقلت القوات السورية عددًا من المقاتلات الحربية من قواعدها الى قاعدة حميميم الجويّة الروسية في ريف اللاذقية. وقد استلمت روسيا معظم العمليات الجوية في وسط وشمال سوريا، إذ أغارت الطائرات الروسية يومي الجمعة والسبت على أورم الجوز، وهي بلدة في منطقة أريحا في محافظة إدلب، كما إستهدفت خان شيخون في هذين اليومين.

وذكّر الموقع بأنّ القوات السورية عانت كثيرًا منذ العام 2012، لكنّ التدخّل العسكري الروسي الذي بدأ في العام 2015، ساعدها على إستعادة السيطرة على أراضٍ كثيرة ومناطق كانت تسيطر عليها القوات المعارضة. وقد حقّقت النصر الأكبر في حلب، وذلك في معركة قادها إيرانيون وعناصر من "حزب الله". لكنّ معنويات الجيش السوري انخفضت بعد تقدّم مجموعات مدعومة من الولايات المتحدة في محافظة حماة.

وبالرغم من أنّ الولايات المتحدة كانت قطعت الدعم عن هذه المجموعات، في آخر العام الماضي، عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. إلا أنّ محمود قال إنّ القوات المعارضة حصلت على صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، وعددًا قليلاً من العتاد والأسلحة من الولايات المتحدة، ثمّ أقامت مركز عمليات مشترك في حماة.

بعد ذلك بأيام بدأت القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيمياوية. ففي 25 آذار، قال مسؤول في البنتاغون إنّ مروحية للنظام ألقت برميلاً متفجرًا يحتوي على غاز الكلورين على مركز طبي في شمال حماة، وفي اليوم التالي، سقط برميل على مركز لجيش العزة. في 30 آذار، ألقيت براميل متفجّرة على منطقة أخرى في حماة، كذلك الأمر في 3 نيسان حينما ألقي برميل على منطقة جنوب خان شيخون.

وأقرّ محمود بأنّ الضربات أجبرت المقاتلين المعارضين على التراجع الى مواقع أخرى، لكنّه لفت الى أنّ الهجوم بالغاز على خان شيخون كان انتقامًا لتقدّم المعارضة. وأضاف: "كان النظام السوري يحاول الضغط على المجموعات المعارضة لوقف تقدّمها العسكري في شمال حماة"، وتوعّد بمتابعة القتال.

ونقل الموقع عن رئيس أركان الجيش السوري علي عبدالله أيوب تحيته للضباط والجنود في قاعدة الشعيرات، والذين بدورهم تعهّدوا بالإستمرار باستئصال جذور الإرهاب في سوريا.

لكنّ الموقع الذي سردَ تفاصيل إستخدام الأسلحة الكيماويّة، رأى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يشعر باليأس ومن هنا حذّر من أنّ الآتي أعظم في سوريا، إذ جاء في التقرير: "توقّعوا قدوم الأسوأ".

 

 

(دايلي بيست - لبنان 24)