في وقت هددت روسيا وايران الولايات المتحدة بالرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان واعتبار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن الهجوم الأميركي على سوريا يمثل خطأ استراتيجيا بالنسبة لواشنطن، واستمرارا لسلسلة عثرات الإدارات السابقة، عادت واشنطن عن موقفها بعدم وجوب تغيير النظام السوري لارساء حل في سوريا لتعلن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كي هايلي إنه لا إمكانية لإيجاد حل سياسي في سوريا طالما بقي الأسد في السلطة. و قالت هيلي «نعتقد أن تغيير النظام أمر سيحدث»، مشيرة الى أن واشنطن تركز أيضا على التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ووضع حد للنفوذ الإيراني. بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يبقى الأولوية القصوى لواشنطن مضيفا «عندما يتم الحد من تهديد تنظيم الدولة أو القضاء عليه، أعتقد أنه يمكننا توجيه انتباهنا بصورة مباشرة لاستقرار الوضع في سوريا، وهذا يتطلب مشاركة نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت غرفة العمليات المشتركة لقوات الحلفاء (روسيا وإيران والقوات الرديفة) في سوريا اصدرت البيان الآتي:
1ـ إن العدوان الأميركي على سوريا هو تجاوز خطير واعتداء سافر على سيادة الشعب والدولة السورية وهو مدان، وهو يثبت مجدداً خطأ الحسابات والخيارات الأميركية.
2- إن هذا العدوان هو تماد كبير للظلم والجور على سوريا، في الوقت الذي تقوم فيه نيابة عن كل العالم بمحاربة الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات و تدفع ثمناً باهظاً من دماء ابنائها لتحقيق النصر على أولئك الإرهابيين المتوحشين.
3- نستنكر اي استهداف للمدنيين أياً كانوا، وما جرى في خان شيخون مدان ايضاً، رغم ايماننا أنه فعلٌ مدبر من بعض الدول والمنظمات، لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا،
4- إن من يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة ويدرّبها ويمولها كداعش والنصرة وملحقاتهما من التكفيريين، و يدعم المعتدي على الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة واستخدم عشرات المرات الفيتو ضد حقوق الشعب الفلسطيني، لا يحق له ان يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق الانسان ويدعي الغيرة على كرامة شعوب المنطقة خاصة في سوريا والعراق وفلسطين.
5- إن أميركا المتغطرسة لم تنتظر إذناً من أحد ولم تحترم الدول المنضوية تحت قبة الأمم المتحدة، وقبل ان تصدر نتائج التحقيق في قضية خان شيخون قامت بمهاجمة سوريا وأعلنت بكل وقاحة عن ذلك الهجوم.
6- إننا لسنا غافلين عما تسعى أميركا لتحقيقه في شمال سوريا وشمال غرب العراق، ويجب ان يعلموا أننا نرصد كل خطواتهم وتحركاتهم ونتابعهم بدقة، وأن محاولتهم السيطرة على تلك البقعة الجغرافية، تجعلهم قوات غير شرعية لاحتلال أراض سورية ذات سيادة.
7- ان ما قامت به اميركا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الان وصاعداً سنرد بقوة على اي عدوان و اي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل اي كان واميركا تعلم قدراتنا على الرد جيدا.
8- إن فعل أميركا هذا لن يثنينا عن محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وسنتابع قتالنا الى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلحة السورية والصديقة، وسنعمل معها لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الاحتلال أياً كان.
9- روسيا و ايران لن تسمحا لاميركا ان تهمين على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر استمرار العدوان المباشر ضد سوريا عن طريق خرق القوانين الدولية و العمل خارج اطار الامم المتحدة، وستقفان في وجه اميركا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ.
10- ردا على هذا العدوان المجرم،نحن كحلفاء سوريا سنزيد من دعمنا للجيش العربي السوري و الشعب السوري الشقيق بمختلف الطرق.
الاسد: مصممون على سحق الارهاب
في المجال نفسه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هدفها أثناء توجيه الضربات إلى مطار الشعيرات العسكري في سوريا.
تصريح الأسد، جاء أثناء اتصال هاتفي تلقاه امس من روحاني، حيث أكد أن واشنطن فشلت في تحقيق هدفها الذي أرادته من خلال هذه الضربات وهو رفع معنويات الجماعات الإرهابية المدعومة من قبلها بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري.
وشدد الرئيس السوري على أن شعب سوريا وجيشها مصممان على سحق الإرهاب في كل بقعة من الأراضي السورية.
من جهته، أعرب روحاني عن إدانته الشديدة للضربات الأميركية على الأراضي السورية والتي تشكل انتهاكا صارخا للسيادة السورية وكل القوانين الدولية.
بوتين وروحاني: المضي قدماً في التعاون الوثيق
وبحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني، امس، الأوضاع في سوريا، بما في ذلك حادثة الأسلحة الكيماوية في إدلب، وذلك في اتصال هاتفي بمبادرة من الجانب الإيراني. وفقا لبيان المكتب الصحفي للكرملين. وجاء في البيان: «جرى تبادل الآراء حول الوضع في سوريا. ودعا بوتين وروحاني لتحقيق موضوعي غير منحاز في كافة ملابسات حادث الأسلحة الكيماوية الذي وقع يوم 4 نيسان في محافظة إدلب السورية».
كما أكد الرئيسان على «عدم القبول بالأعمال العدوانية الأميركية ضد دولة ذات سيادة بما يخالف القوانين الدولية».
وأفاد البيان أن الرئيسين أكدا على ضرورة «المضي قدما في التعاون الوثيق من أجل التوصل لحل سياسي دبلوماسي للنزاع المسلح في سوريا». وأضاف البيان: «جرى التركيز على جوانب التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وتعميقه لتوفير الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط».
خامنئي: العدوان الاميركي خطأ استراتيجي
وبالعودة الى كلام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، فقد كشف أن بعض التحليلات تؤكد وجود إمكانية تكرار مثل هذا الهجوم اي الهجوم الاميركي على مطار الشعيرات بسوريا، في نقاط مختلفة من العالم، قائلا: «إن القتل والاعتداء والتجاوز ظواهر تصدر عن الأميركيين، وقد قاموا بذلك في نقاط مختلفة من العالم من قبل». وقال خامنئي خلال استقباله كبار قادة القوات المسلحة، إن المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة «قاموا بإنشاء داعش أو بتقديم الدعم له»، بينما تستمر الإدارة الحالية أيضا، في الوقت الراهن، بدعم التنظيم الإرهابي أو العصابات المماثلة له. وأكد أن مخاطر هذه العصابات ستعود في المستقبل على الأميركيون، معتبرا أن أوروبا اليوم أيضا تدعم التكفيريين لذا فإنها متورطة في السياسة الخاطئة للولايات المتحدة.
المانيا تشدد على الدور الروسي
اما المانيا، فقد حذرت على لسان وزير خارجيتها زيغمار غابرييل، من خطورة الوضع الدولي وضرورة تجنب وقوع انقسام في مجلس الامن ودعا لعدم التصعيد، مؤكدة أن حل الأزمة السورية من دون مشاركة موسكو «شبه مستحيل» في حين رات انه من المهم الآن المضي قدماً بالمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في «جنيف».
أردوغان: نظام الاسد يتحمل مسؤولية الكيميائي
من جهة اخرى، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، روسيا بمراجعة دعمها لسوريا، والانضمام إلى موقف الولايات المتحدة من أجل التخلص سوية من «الشر السوري» مشيرا الى إن تقارير الطب الشرعي التركية وتسجيلات الرادار ودلائل أخرى تشير إلى أن نظام الأسد يتحمل مسؤولية الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون الذي وقع في 4 نيسان الجاري..
واضاف إلى أنه يعلم أية طائرات أسقطت القنابل الكيميائية على المدنيين في خان شيخون، وأن «تسجيلات الرادار متوفرة» لديه، بحسب «ديلي صباح».