أعلن رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، رسميا ترشحه لانتخابات الرئاسة في إيران المقرر إجراؤها في شهر مايو/أيار المقبل، فيما يعتبره المحللون منافسا أساسيا للرئيس الحالي، حسن روحاني.
وفي بيان أصدره اليوم الأحد ونشر على الإعلام الإيراني، اعتبر رئيسي أن الخطوة الأولى لحل المشكلات الاقتصادية الإيرانية هي تغيير القيادة، مطالبا الناخبين بأن يدعموا حكومة تتسم "بالكفاءة والمعرفة" تحت قيادته.
وانتقد رئيسي الأداء الاقتصادي للإدارة الحالية، في ظل رئاسة روحاني، متهما إياه بالمحاولات للتقارب مع الغرب، وقال: "يسأل الناس لماذا بلادنا في هذا الوضع، رغم كل مواردنا ومواهبنا البشرية... إن الحل الرئيسي لمشكلاتنا هو تغيير جذري في الإدارة التنفيذية للبلاد بإرادة الشعب وتشكيل حكومة قادرة تحظى بالمعرفة وتعمل ليلا ونهارا لاستعادة كرامة الشعب ومحاربة الفقر والفساد".
وأكد المرشح الرئاسي القادم أنه استجاب لشرائح اجتماعية كثيرة، منهم علماء الدين والنخبة والشبان المخلصون، ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الدينية والوطنية والثورية، فإنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أنه سيتنافس مع سائر المرشحين من خلال مراعاة القانون ومبدأ الأخلاق.
ويعد رجل الدين المحافظ هذا المنافس الرئيسي للرئيس الحالي الإصلاحي المعتدل في الانتخابات، التي ستجرى في 19 مايو/أيار، وهو حليف وثيق للزعيم الإيراني الروحي، "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية"، آية الله علي خامنئي.
ويأتي هذا التطور في ظل توصل الفصيل المحافظ في طهران إلى توافق في الرأي بشأن ترشيح رجل الدين هذا البالغ من العمر 57 عاما، وذلك أملا فى تجنب تفتيت أصوات أولئك الذين يتعطشون لما يعتبرونه إحياء لقيم الثورة الإسلامية عام 1979.
ورجل الدين إبراهيم رئيسي شخصية تقع في منتصف التسلسل القيادي للسلطة الدينية في إيران الشيعية، لكنه كان مسؤولا كبيرا لعقود في السلطة القضائية.
واستفاد رئيسي من انتقاد المحافظين لسجل روحاني، قائلين إن الرئيس "يراهن بشدة على التقارب مع الأعداء ولم يفعل شيئا يذكر في الداخل لتحسين الاقتصاد".
عين المرشد خامنئي رجل الدين إبراهيم رئيسي في 2016 رئيسا لمنظمة "آستان قدس رضوي"، المسؤولة عن مؤسسة دينية ميزانيتها مليارات الدولارات تدير تبرعات لأقدس ضريح في البلاد في مدينة مشهد.
وتملك المؤسسة الدينية العملاقة، التي تتبع ذراعها الاقتصادية 36 شركة ومعهدا مدرجا في قائمة على موقعها الإلكتروني، مناجم ومصانع نسيج ومصنعا للأدوية، بل وشركة نفط وغاز كبرى.
كان إبراهيم رئيسي نائبا لرئيس السلطة القضائية لعشر سنوات قبل أن يعين في 2014 مدعيا عاما لإيران.