يظنّ البعض أنّ الشهرة والنجوميّة داخل عالم الفن تعني الثروة ، ولكنّ هذا غير صحيح، فهناك سبعة نجوم من أشهر فنّاني السينما المصرية، لم يجدوا حتى ثمن العلاج، وبعضهم تمّ الحجز على جثته داخل المستشفيات، لعجز الأسرة عن دفع تكاليف العلاج، بينما انتظر البعض الآخر الموت البطيء، لأنه لا يملك "ثمن الدواء"، وآخرهم الفنان الكوميدي محمد شرف الذي يصارع الموت، لأنه لا يملك ثمن جراحة في القلب قد تُنقذه من الموت، ولولا تدخل نقابة الممثلين استجابة لاستغاثة من ابن الفنان .. للقِيَ حتفه مثل العشرات من رفاق رحلة الشهرة والنجوميّة.
استغاثة قصيرة عبر موقع الفيس بوك، أطلقها هشام ابن الفنان الكوميدي محمد شرف الشهير بـ"سامبو"، فتحت شبّاك الأمل الوحيد، لانقاذ النجم من تدهور حادّ بحالته الصحية، بدأ بضيق في شرايين المخ منعه من العمل طوال السنوات الماضية، وتطور لقصور في عضَلة القلب كادت أن تكلّفه حياته، بخاصة وأنه لا علاج لحالته، إلّا بجراحة عاجلة تحتاج لآلاف الجنيهات، وبعد استغاثة وجّهها زملاء الرحلة للدولة المصرية لتتحمل تكلفة العلاج، استجابت نقابة المهن التمثيليّة وتم نقل الفنان لمستشفى قصر العيني، ولكنه لم يخضع للجراحة.
من يتصور أنّ السندريلا سعاد حسني كانت "تتسوّل" حقّها في العلاج على نفقة الدولة، إبّان أزمتها الصحية الأخيرة ، حيث عجزت مواردها المالية عن مواجهة تكاليف العلاج الباهظة في مصحّات لندن، ولم يشفع لها تاريخها الفنّي الطويل عند الحكومة المصرية، التى تذرّعت بنصوص القوانين، واكتفت بمنحها مبلغاً لا يكفي لعلاج ثلاثة اشهر، وتدخّلت هيئة الإذاعة البريطانية لمساعدتها على التعاقد معها على تسجيل قصائد للشاعر صلاح جاهين بصوتها مقابل أجر، وبالنهاية لقيت حتفها وهي لا تملك إلا 58 جنيهاً إسترلينياً وفّرتها لتدبير نفقات معيشتها!!
الفنان الكوميديّ الكبير يونس شلبي، أحد علامات المسرح المصري، وأيقونة دراما الأطفال الشهيرة "بوجي وطمطم"، ونجم أفلام الفيديو، لم يجد ثمن علاجه من جلطة المخ، بعدما أنفق كلّ مدّخراته، وباع أثاث منزله بالكامل صونا لكرامته، ولكنه في النهاية مات بعدما فشلت أسرته في تدبير احتياجات رعايته الصحية، التزاماً بشرطه، وهو "عدم طلب معونة" من أيّ شخص!!
يظن البعض أنّ أقصر طريق للثروة هو الرقص، فما بالك لو كانت الراقصة بحجم وموهبة تحية كاريوكا، ولكنّ هذا غير صحيح، فنجمة الرقص الشرقي، والمنتجة المسرحيّة والسينمائيّة الأشهر بين بنات جيلها، ماتت وهى لا تجد ثمن علاجها من أمراض الشيخوخة، ولولا الفنانة الراحلة فاتن حمامة، لقضت كاريوكا حتفها في الشارع، فلم تكن تملك منزلاً، وهي قضت أغلب أوقاتها الأخيرة بمنزل صديقة لها، حتى تدخلت فاتن حمامة واشترت لها منزلاً، وكان أحد الفنانين يتكفل بمصاريفها سرّاً، وعندما أصيبت بجلطة رئوية، منعها الحياء من طلب العلاج فماتت على إثرها!!
فنان الكوميديا الشهير رياض القصبجي رفيق كفاح الأسطورة اسماعيل ياسين، تم احتجاز جثمانه داخل المستشفى وفاءً لتكاليف العلاج، ولم يُسمح بالصلاة عليه ودفنه، إلا بعد تدخّل المخرج الكبير الراحل حسن الإمام، وسداده النفقات كاملة، استجابة لاستغاثة من أسرة أشهر شاويش في السينما المصرية.
الفنان الكوميدي أمين الهنيدي، تعرّض للمأساة نفسها، فقد ظل جثمانه محتجزا بعدما عجزت أسرته عن سداد 2000 جنيه، قيمة تكلفة العلاج من سرطان المعدة، ولجأت النقابة لجمع التبرعات، كما استدانت أسرته من أجل إخراج الجثمان ودفنه.
لا يعرف الكثيرون أنّ المعلّم "عبد الفتاح القصري"، كان ابن واحد من أشهر تجار الذهب بحي باب الشعرية، وتلقّى تعليمه بالمدارس الفرنسية، وأنه قدّم دور ابن البلد، استغلالاً لملامحه المناسبة، وكوّن ثروة طائلة، ولكنه تعرّض لخيانة فقد على إثرها ثروته بالكامل، وأُلقي به في بدروم أحد المنازل، مريضاً يعاني الزهايمر، والشلل الرعاش، وفقدان البصر، ولا يجد ثمن علاجه أو قوت يومه، وعملت شقيقته كخادمة لتوفر له "وجبة واحدة يوميا"، وعندما توفي فشل الأصدقاء في تدبير نفقات الجنازة والدفن، حتى تطوعت الفنانة نجوى سالم ودفعت المبلغ المطلوب بالكامل.
الشهرة والنجومية لا تعني بالضرورة الثروة .. فمن بين أشهر نجوم السينما المصرية ..هناك من لا يجد قوت يومه أو حتى ثمن علاجه.