وقال "بشارة" في حديثه لبرنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي إن النظام السوري تردد بعد الحالة المصرية والتونسية في كيفية التعامل مع المظاهرات، وكان هناك عناصر داخل النظام تدعو لإجراء إصلاح، وطرف آخر كان يدعو للقمع ويرى أنه في حالة فتح النظام السوري أي مجال للإصلاحات فسيؤدي ذلك لانهياره.
وأضاف "بشارة": "القوة التي ترى استخدام العنف كانت تؤيدها إيران ومن ورائها حزب الله في لبنان، وكان لديهم رؤية بوجوب ضرب الحركة الشعبية والمعارضة، وعدم إعطاء مجال لطرح أسئلة حول طبيعة النظام، وأدَّى ذلك في النهاية لشن حرب على الشعب السوري، وفي الواقع الحركة الشعبية ضُرِبَت بالقمع، ولا يوجد شعب يتظاهر بالملايين أمام قوة جيش عاتية، فالمظاهرات المليونية تنجح لو كان الجيش يقف على الحياد ولا يحاربها".
وحمَّل "بشارة" النظامَ السوري مسؤولية الوضع القائم، مضيفاً: "ولا يستطيع أن يقول أننا لم ننبه، فأنا أمضيت 3 أسابيع أقول إن الإصلاح هو الطريق الوحيد والقمع سيأخذ البلد للمجهول، وكان الردُّ زيادة القمع بإطلاق الرصاص، واختراع تمثيليات امتلاك المواطنين للسلاح، والنظام اعترف بذلك لاحقاً وأنه كان مخطئاً.
وأشار بشارة إلى أن نظام الأسد كان يختبر سقف المجتمع الدولي، وبعد تجربة استخدام السلاح الكيماوي أصبحت حربه العاتية ضد الشعب السوري ليس لها سابق في التاريخ. مضيفاً أن العالم لم يعرف أي نظام سبق واستخدم طائراته ضد شعبه، أي طبيعة لنظام كهذا، ولا يوجد مبرر لما يقوم به، والتنازل عن الحكم أشرف بكثير من تدمير الشعب والبلد، وكان بإمكانه إرضاء الشعب السوري بالمصالحة، ولا شك أن الشعب كان سيتقبل الإصلاحات.
وأكد بشارة أن النظام السوري لم يتحمل أي نقاش أو حياد بداخله، ولم يتحمل إقامة مؤتمر وطني لمناقشة الإصلاحات، وكان يتعامل بمنطق إما معي أو ضدي، وهذا النوع من التفكير يرى فى البلد مزرعة يملكها حكام المزرعة؛ حيث لا يوجد فكر دولة ولا وطن ولا مواطنة؛ لدرجة تفضيل ميليشات أجنبية على الشعب.
ويرى الدكتور عزمي بشارة أن النظام السوري متآكل الآن، وبشار الأسد كان صاحب قرار في بداية حكمه لقوة منصب الرئاسة، والآن لم يعد يقرر، بل أصبح القرار بيد إيران وروسيا.