أبدى العاهل الأردني عبدالله الثاني ملاحظات هامة في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتخص ملاحظات الملك الأردني التي يمكن اعتبارها بمثابة النصيحة، تعامل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة مع روسيا.
وجاء في نص المقابلة الذي نشرته وكالة الأنباء الأردنية إن جلالة الملك عبدالله الثاني قال في رد له على سؤال: هل تود أن ترى الولايات المتحدة منخرطة مع روسيا فيما يخص سوريا؟ "إن لروسيا مصالح على عدة مستويات من ضمنها القرم وسوريا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الاهتمام في ليبيا. فكيفية تعامل الأمريكيين والأوروبيين مع روسيا بالنسبة لجميع هذه القضايا بشكل متواز هو أمر مهم".
وردا على سؤال بشأن ما يمكن القيام به من أعمال في حال تم فهم هذه القضايا بشكل متكامل، قال الملك عبدالله الثاني: يتم الاتفاق بين الأطراف بناء على أولوياتهم ومصالحهم. برأيي ما يهم روسيا بالدرجة الأولى هو القرم، إذا ما تم التوصل لتفاهم حولها سترى مرونة أعلى فيما يخص سوريا. وستصبح أوكرانيا أقل القضايا إشكالية.
وتابع: "بالنسبة للرئيس بوتين فإنه يواجه تحديا رئيسيا يتمثل في الإرهاب. فداعش بذراعها الدولي بدأت تشكل تهديدا لهم. وأعتقد أن حادثة مترو سانت بطرسبرغ هي بداية انتقال المقاتلين الأجانب إلى ساحة قتال جديدة. ولذلك هناك مصلحة للرئيس بوتين لأن يعمل على إيجاد حل سياسي عاجلا أم آجلا في سوريا. فإذا كانت الدول الأوروبية تواجه خطر المقاتلين الأجانب، فإن روسيا تواجه هذا الخطر بعشرة أضعاف. فهناك الكثير من المجموعات الإرهابية من القوقاز، وقد خاضوا حربين في الشيشان".
وسألته "واشنطن بوست": ماذا تتوقع من الرئيس بوتين؟ وقال الملك عبدالله الثاني: ننظر إلى الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا كعنصر مساعد، وبخلاف ذلك، ستستمر الولايات المتحدة وروسيا في السعي نحو تحقيق مصالحهما بشكل متضارب في سوريا، وإذا ما استمر هذا التوتر فقد يمتد الى مناطق أخرى مثل مولدوفا (مولدافيا). وسيستمر هذا الوضع المتأجج حتى يتم التوصل إلى تقارب في وجهات النظر.
وأشار العاهل الأردني إلى أن" قضية القرم هي القضية الأولى للرئيس بوتين. وهنا يمكن أن يكون التوجه كالآتي: فيما يتعلق بالقرم فلنناقش الوضع، لكن فيما يتعلق بسوريا، فإننا بحاجة إلى أن نتقدم للأمام".
ويجدر بالذكر أن الغرب اعتبر أن روسيا "ضمّت" شبه جزيرة القرم حينما تجاوبت مع طلب أهالي القرم استعادة الهوية الروسية.