في تقريره، أكّد الكاتب أنّه لم يسبق له خلال 13 عاماً خلت أن لمس القلق البالغ من اندلاع حرب وشيكة الذي تشعر به النخبة السياسية اللبنانية، موضحاً أنّ هذه اللحظات شديدة التقلّب والعنف في الجيو-سياسية تقوّض العنصر الأساسي الذي حال دون تخطي إسرائيل و"حزب الله" الخطوط الحمراء التي وضعها كلّ منهما: الخوف بل "توازن الخوف القائم على اعتقاد بأنّ النزاع المقبل سيكون مدمراً للأطراف كافة".
في هذا السياق، توقّع نو أن تقصف إسرائيل- التي ستتمتع بموقع دفاعي جيّد في الحرب المقبلة- البنى التحتية اللبنانية كلّها والمدنيين بهدف قلب اللبنانيين على "حزب الله"، مستبعداً نجاح مسعاها هذا لثلاثة أسباب:
1. ستؤدي هذه الضربات إلى تضامن اللبنانين.
2. يتجذّر "حزب الله" عميقاً في المجتمع اللبناني.
3. يؤمن "حزب الله" وإيران بقدرتهما على تخطي عقبة المنشآت الإسرائيلية النووية والكيميائية بسهولة وبضعف منظومة "مقلاع داوود".
4. يعتقد القادة الإٍسرائيليون أنّ اللبنانيين سينقلبون على "حزب الله" إذا تعرّضوا لقصف عنيف فيما يعتقد الأمين العام السيّد حسن نصرالله وقادة كبار أنّ الإسرائيليين باتوا ضعفاء وأنّ الجيش الذي يحمهيم ضعيف أيضاً.
في هذا الإطار، تطرّق الكاتب إلى التطوّرات في جنوب سوريا والجولان المحتل، مرجحاً مواصلة "حزب الله" وإيران أعمال البنية التحتية العسكرية في جنوب سوريا، ومشدّداً على أنّ تل أبيب تعتبر هذه الأنشطة بمثابة "خط أحمر وجودي".
وفيما تحدّث نو عن تحذير الحكومة السورية و"حزب الله" وإيران إسرائيلَ من شن هجوم مضاد كبير، إذا ما بالغت في استخدام التفويض الجوي المطلق الذي تزعم أنّها حاصلة عليه فوق لبنان وسوريا، رأى أنّه يمكن لتل أبيب والحزب ادعاء أنّ أساس أنشطتهما دفاعي، إذا ما اندلعت حرب بينهما.
توازياً، طرح الكاتب إمكانية توصل الإدارة الأميركية الجديدة وروسيا وروسيا والرئيس السوري بشار الأسد إلى اتفاق مناسب في مرحلة مقبلة لإبعاد "الثنائي الشيعي" المتمثِّل بـ"حزب الله" وإيران عن سوريا، محذّراً من أن تؤدي هذه الخطوة إلى حرب أوسع، ومذكّراً بالتصريحات الأميركية التي أكّدت وقوف واشنطن إلى جانب تل أبيب عند اندلاع أي نزاع بغض النظر عن ظروفه.
ختاماً، اسبتعد الكاتب أن تتدخّل القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة بشكل عاجل وذكي لمعالجة جذور هذا النزاع، متخوّفاً من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.
( "لبنان 24" - The Independent)