عندما يخرج الحزب عن البيان الشيوعي ويخسر ماركسيته ولم يبق من تعاليم لينين ما يبررله أن يكون حزب الطبقة العاملة يصبح من الضروري خلع العلم الأحمر والمُزين بأدوات الفلاحة والعمل وإرتداء ما يناسب أفكاره ومواقفه الجديدة وهذا حق له وأمّا التمادي بإدّعاء الشيوعية فهذا عليه .
فالحزب الذي قاتل النظام السوري على خلفية القضيتين اللبنانية والفلسطينية وقتله النظام أكثر من مرّة في شوارع لبنان وأنهى مشروعه الوطني وبُعدهُ الفلسطيني وأنهى دوره في جبهة المقاومة الوطنية وجعله أسير أحزاب المذاهب بعد أن نهشت به أظافر تقاسم المغانم لدى الصفوف الأقل تضحية ونضالاً في حزب يصنف دوره كحزب نضالي طليعي يقود مرحلة التغيير الثوري باتجاه الإشتراكية المنصفة للطبقة العاملة.
لا نريد الدخول في ضمور الحزب و إختفائه القسري والطوعي عن مهامه الوطني و" الأممي "ولا في الإعتراض الداخلي على ما وصل اليه الحزب من مزاولة وظيفية وإنشقاق ما تبقى من نخبة مثقفة عنه وترك باب القيادة مفتوحاً للطامعين والطامحين على غير فعل ثوري مؤمن بالدور التاريخي لحزب العمال وهذا ما جعل الهوة كبيرة بين روّاد التجربة الحزبية في شجرة قيادة الحزب أبّان تأسيسه ولحظة إنخراطه في الحرب الأهلية للإصلاح في ورشة النظام الطائفي ومن ثمّ في قيادة المقاومة ضدّ الإحتلال وبين قيادة ما بعد هذا التاريخ الثري ومهما أختلفنا فيه يبقى محطة نضالية ضخمة في تاريخ الحزب.
إقرأ أيضًا: المقاومة باعت نفسها للشيطان
لذا ننتهز الفرص التي يتيحها الحزب للإعتراض عليه كشيوعي لا كجهة من حقها أن تعكس المواقف التي تريدها والتي تنسجم مع حجم مصالحها في بلد وعالم إختفت فيه ظواهر التغيير لصالح الشعوب وبات محكوماً بممارسة التجارة السياسية وإمتهان الثورة كونها الطريق الأسرع نحو تحقيق الثروة.
وقف الحزب الشيوعي عل تل الانقسام السياسي لحظة خروج النظام السوري من لبنان ولم يدخل في 8 و 14 آذار رغم أن مواقفه تصب لصالح فريق 8 آذار ومع ذلك إدعى حيادية الدخول في النزاعات الطائفية ومن ثم رفض أن يكون الى جانب محور إقليمي ضدّ محور آخر لأن كلا المحورين برجوازيين وعدوين للطبقة المسحوقة وكانت أغلب مواقفه تخدم إتجاهاً إقليمياً ضدّ آخر ومن ثمّ دان الحكومات التي تشكلت على خلفية تقاطع مصالح المتخالفين داخلياً وخارجياً ولم يحرك ساكناً ضدّ هذه الحكومات سوى بإعتارض خجول على ممارسة السلطة في المال والسياسة.
طبعاً لا نحمل الحزب المسؤولية من باب أنه حزباً جماهيرياً فنحن نعرف هشاشة دوره ونفوذه ولكن نستعرض سريعاً مواقفه كما ذكرت والغير منسجمة مع حزب شيوعي يقف الى جانب السلطة وينأى عن الشعب الذي يحتاج الى من يحمل قضيته في أسوأ ظروف يمر بها لبنان ومن أولى من حزب الشعب كي يقوم بهذا الواجب.
إقرأ أيضًا: قمة حكام أم قُمّة شعوب ..؟
لقد أسهم الحزب بشكل أو بآخر في تنفيس ظاهرة الاعتراض على موضوع النفايات واغتال متطرفون من صبيانه بداية حلم لبناني وخسر جهابذه معركة المعلمين مع السلطة وهذا ما خدم به قوى الطوائف ولبى حاجتها من إعتراض جاء بالضرر على المعترضين ونفع المستفدين من إنهاء سياسات الإعتراض الشعبي.
منذ الأزمة السورية والحزب قلق في مواقفه رغم أنها في المضمون معترضة على المعارضة وجاءت مشاركة حزب الله في الحرب لتدفع الحزب الى تجاوب أكبر مع رغبات النظام وكان دخول الروس وبقوة النار في سوريا مطرح إطمئنان لحزب مازال يعتبر أن الحزب الشيوعي يقود روسيا و أن بوتين أمينه العام و أن هناك فرصة لعودة الإتحاد السوفياتي الى الحياة طبعاً هنا محاولة تبسيط سياسي كي نبرر لحزب شيوعي موقفه المؤيد لنظام لطالما قاتله وذهب ضحية هذا القتال المئات من المناضلين الذين دفعهم الحزب للوقوف تحت جنازير الدبابة السورية لإيقاف مشروع دهس الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية.
أمس لم يكن سُم السارين بالنسبة الى الشيوعيين الاّ ما قاله الروس وما برر للنظام مجزرة هي من أبشع صورالقتل الجماعي وهذا موقف سخيف لا ينسجم مع مجموعة ثورية ألف باء أدبياتها الوقوف الى جانب الشعب ضدّ السلطة وخاصة عندما يكون هناك مجزرة حصدت أطفالاّ ونساءًا وشيوخاً فمهما كان الاختلاف في السياسة ومهما أردنا الذهاب بعيداّ في رفض المعارضة السورية للأسباب التي يراها الحزب الشيوعي ولكن هذا لا يُبرر الوقوف وبقوّة ضدّ العنف أيّا كانت هويته و أن ننحاز وبشكل كامل لضحايا العنف .
حبذا لو يترك الحزب تمسكه الشكلي" بليننيته " ويعيد النظر بما كان مطروحاً داخل نقاشات القيادة المركزية بعيد سقوط الإتحاد السوفياتي ويتخذ له إسماً يناسبه وساعتئذ لا أحد يعترض على مواقف مختلفة مع تعاليمه ويصبح من حقه أن يقول ما يقول و أن يؤيد أهل الا يمان أو الكفر فلا ضرر عليه فهذا ديدن الأحزاب الخارجة عن ضرورات الإيديولوجية وهنا لا هما أن كان اسم الحزب أيّ اسم إلا أن يكون حزب الله الشيوعي.