أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي في كلمة له خلال اطلاق الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية ووزارة الاعلام، خلال جمعية عمومية، في مركز الامانة العامة - عين نجم، بروتوكول تعاون وشراكة بين الوزارة والامانة العامة، بهدف إطلاق أندية الاعلام والتواصل والحوار في المدارس الكاثوليكية، أن "جميعنا يعرف أننا إن أردنا إلغاء أمة، إلغاء دولة، أو القضاء على مجتمع، علينا القضاء على مدارسه، فنخرج أساتذة جهلة، والأساتذة الجهلة يخرجون أولادا جهلة. وبالتالي، لا يعود هناك من داع لاستمرار الدولة أو الأمة، لأن القادة فيها سيكونون جهلة وعميانا. إذن، القاعدة المثلى لبناء مجتمع جيد ومثالي هي المدارس، فكم بالأحرى إذا كانت هذه المدارس، المدارس الكاثوليكية التي تنشئ حوالى مئتي الف طالب من كل الطوائف اللبنانية".
ولفت الرياشي الى أنه "مرة جديدة، أشكركم لتبنيكم هذه الفكرة. لقد قمتم بها وتعاونتم وقبلتم التعاون مع وزارة الإعلام لتوأمة الفكرة مع الدولة لإنشاء أندية للتواصل والحوار والإعلام في مدارسكم، وأتمنى من على هذا المنبر بالذات أن تتبنى أيضا كل المدارس، من كل الطوائف، وصولا الى المدارس الرسمية - وأدعو زميلي وزير التربية - الفكرة نفسها لأنها ليس فقط مجرد إعلام وتواصل وحوار، أي تواصل تقليدي، كما نحن نتواصل الآن، التواصل بحد ذاته ينبغي أن يكون نقدا، لأن النقد هو الطريقة المثلى التي يعمل بها العقل، فالعقل يعمل على النقد، ويكبر على النقد، وينمو على النقد الإيجابي والحضاري"، مشيراً الى أنه "في كل أسبوع خلال كل لقاء لناد من أندية التواصل والحوار، هناك إمكانية لاستخراج أفكار جديدة من طلابنا وتلامذتنا لمجرد عرض برنامج على التلفزيون أمامهم، أو البرنامج الذي عرض بالأمس ومناقشته وانتقاده إيجابا أو سلبا، والبناء عليه، والتواصل يمكن ان يجري بين مائة وتسعين الف طالب، وصولا الى الدولة اللبنانية، فوسيط الجمهورية، الذي هو جزء من الوزارة الجديدة التي نعمل على تأسيسها لنقل المشكل والأفكار من هؤلاء الطلاب، عبر قياداتهم الى المدارس، وصولا الى الدولة اللبنانية".
وأكد أنه "لأن اليوم لم تعد الفكرة، فقط عندما ترد إليكم عبر ناد صغير، لأن النادي الصغير بات كبيرا بواسطة التواصل الإجتماعي. يمكن أن يكون التواصل الإجتماعي شريكا في هذا اللقاء وفي النقاش وفي الدرس وتنظيم الصف، وشريكا أيضا في النقد. ففي النهاية، أي عمل لا يتعرض للنقد إيجابا أو سلبا يكون ناقصا"، لافتاً الى أنه "حري بنا اليوم أن نتعلم التواصل أكثر،أي أن نقول ما نريد قوله، ونسمع الback feed من الآخرين، ونسمع الرأي الآخر. هذا هو سر أندية التواصل والحوار والإعلام في المدارس الكاثوليكية، وهذا السر سيعلمنا أن نفتح أنفاقا، ولكن خالية من النفاق، أنفاقا كاملة بين المناطق واللبنانيين وبين أبناء كل المشرق، لأن لبنان إن نجح بهذه الخطوة، يعول كثيرا على المدارس الكاثوليكية في هذا المجال، وهذا ليس بالأمر الجديد عليها لأنها هي التي أسست العلم والنهضة في لبنان وفي المتوسط".
وشدد على أنه "أمام هذا التأسيس اليوم، هناك تحد كبير وتأسيس جديد. وإذا نجح هذا التأسيس سيؤسس لمنطقة جديدة ومشهد جديد في هذا الإقليم وفي هذا المشرق، ليس شبيها بما يحصل اليوم، بل لا يشبه ولن يشبه إلا لبنان النموذج، وكان الموارنة قبل أي شيء آخر هم آباؤه وآباء هذه الفكرة اللبنانية التي هي ملك جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، ولكن سيكونون من جديد الرافعة الأساسية للبنان النموذج، ليعم هذا النموذج في كل المشرق. هذه المسؤولية الكبيرة ليست مسؤوليتنا وحدنا، فهي مسؤوليتكم أنتم أكثر من غيركم، لأن حتى في غياب الدولة، واظبت مؤسساتنا التربوية على الاستمرار، لأنها كانت تحافظ دائما على هدف أساسي واستراتيجي ونية واضحة لقيام دولة يوما ما. واليوم، بدأت الدولة تعود تدريجيا الى الواجهة".
وأكد أن "الدولة بدأت تعود بكل مكوناتها، وقيامتها على الأبواب. اليوم في زمن القيامة والجلجلة، علينا جميعا أن نتذكر أنه مهما طالت طرق العذاب وبعدت وصعبت تصبح القيامة أجمل. وأنا أكيد من أن القيامة مؤكدة، والمدارس الكاثوليكية هي رافعة استراتيجية وأساسية لهذه القيامة. وأستفيد من هذه الفرصة لأعلن من هذا المنبر تبني الكلام الذي تفضل به أبونا بطرس: مؤتمر لتثقيف وتعليم فنون الإعلام والتواصل لطلابنا، مؤتمر تعهدت وزارة الإعلام منذ هذه اللحظة بدعم المدارس الكاثوليكية والأمانة العامة على إنجازه، وتحملكم، لا سيما ابونا بطرس، مسؤولية الإعداد له لإنجازه بالتعاون مع وزارة الإعلام".
وردا على سؤال حول بعض البرامج التلفزيونية المخالفة للآداب والقيم، أكد الرياشي أن "هناك مفاهيم وسلم قيم، وهذا السلم وضعت له أكثر من مرة شرعات ومواثيق شرف، ولكن لم يتم الإلتزام بها بكل أسف. أنا في صدد إعداد قانون للآداب الإعلامية نتيجة تردد البعض ولعدم الإلتزام بمواثيق الشرف، ونتيجة ضغط الإعلان على سوق الإعلام وفرضه بعض البرامج وبعض النمطيات المخالفة للقيم المشرقية ولأخلاقياتنا التي نعتز بها"، مؤكداً أن "الأسبوع المقبل بعد الفصح مباشرة، سندعو أصحاب المؤسسات الإعلامية المتلفزة خصوصا، إلى توقيع شرعة جديدة بين وزارة الإعلام وبينهم، يعملون هم على إعدادها لمراقبة كل هذه النقاط ووضع حد لها، سواء كانت في الإباحيات المسطحة والسفيهة والسخيفة أثناء الترفيه، أو في المشاهد الدموية لنشرات الأخبار أو في استعمال بعض التعابير غير اللائقة، مثل وصف بعضنا البعض بالمعاق وما الى ذلك، بما فيه من اهانة لإنسان مثلنا بأي شكل من الأشكال. هذه النقاط هي موضع بحث اليوم في وزارة الإعلام، وهناك ورشة عمل حول هذا الموضوع، وستكون هناك شرعة بين أصحاب وسائل الإعلام المتلفزة خصوصا، وهم يرسلون إلينا هذه النقاط ويساهمون في اعدادها".
ورأى أن "أصحاب وسائل الإعلام المرئية خصوصا هم أصحاب مبادىء وقيم، فصحيح أن الظروف الإقتصادية تقسو عليهم بعض الشيء، لكنهم يريدون أن تكون لمؤسساتهم الخاصة أفضل صورة وحضور، وأن تكون الرقم واحد في لبنان والعالم العربي. وعلى هذا الأساس، نتعاون معهم في هذا المجال. هناك قانون آخر يرعى هذه النقاط يتعهدها المجلس الوطني للاعلام، والذي يهتم بكل ما يتعلق بأخلاقيات المهنة وبمخالفة القوانين المرعية الإجراء، وأي مخالفة لهذه القوانين يرفع المجلس الوطني للاعلام تقريرا بصددها إلى وزير الإعلام لاتخاذ الموقف المناسب، وفقا للقانون وللسلطة التي منحها القانون لوزير الإعلام".
وعن دور وزارة الإعلام في هذا الموضوع، أشار الرياشي الى أن "هذا هو دور وزارة الإعلام، ولكن في ما يتعلق بي كوزير إعلام، أحاول ألا أقطع الشعرة الفاصلة بين مفهومي القمع وحماية الحرية، لأن على لبنان أن يكون حارسا للحرية، ولكن في الوقت ذاته حارسا للقيم الإنسانية ولآداب المهنة قبل الآداب العامة، لأن ما يؤثر على آداب العامة هو قلة آداب المهنة".
ولفت الى أنه "لذلك، فإن الإعلاميين مدعوون جميعا إلى احترام آداب المهنة، مرة جديدة، وفي كل يوم ولحظة، ولا أفضح سرا إن أخبرتكم بأن مجموعة من شخصيات المجتمع المدني، على رأسهم ملكة جمال الكون وملكة جمال لبنان السابقة جورجينا رزق، في صدد إعداد جمعية مع مجموعة ناشطة في لبنان تحت عنوان "مرصد العائلة اللبنانية" للاهتمام بشؤون البرامج التلفزيونية وشجونها، ونقل النقد الذي تحدثنا عنه الى وزير الإعلام والرأي العام مباشرة، وصولا إلى دعوة هذا المرصد الى مقاطعة بعض البرامج، ودعوة أيضا المعلنين الى مقاطعة بعض البرامج، كما فعل les parents catholiques في فرنسا. وأعتقد أن هذا الموضوع ستكون له فعالية كبرى على صعيد مراقبة البرامج وأخلاقياتها في لبنان".
ولفت الى أن "إعلان المرصد سوف يكون من قبل وزير الاعلام خلال شهر كحد أقصى، وهناك مجموعة شباب تعمل على هذا الموضوع. وأوجه شكري من هنا لجاك كلاسي وجورجينا رزق اللذين يهتمان كثيرا بهذا الملف، وأعتقد أن مرصد العائلة اللبنانية سيتحول شبيها بصلاة العائلة التربوية التي افتتحنا بها هذا اللقاء".
وعن وجود معايير محددة وقوننة، أشار الرياشي الى أنه "بالتأكيد، هناك قوانين وشرعات ومواثيق، ونحن اليوم في صدد العمل على قانون للآداب الإعلامية، وهذا القانون سوف يحتاج إلى دعمكم ودعم كل المدارس الكاثوليكية وكل المدارس التي تعنى بالأجيال والنشء في لبنان".