إنّي أخجل...
إنِّي أخجل من كوني مسلمًا...
إنِّي أخجل من كوني شيعيًّا...
إنّي أخجل من كوني حسيْنيًّا...
إنِّي أخجل من كوني خمينيًّا...
إنِّي أخجل من كوني عربيًّا...
إنِّي أخجل من كوني عروبيًّا...
إنِّي أخجل من كوني إنسانًا...
إنِّي أخجل من نفسي...
هل يُعقل، في الألفيّة الثالثة، أن تُرتكب كل هذه المجازر،
هل يُعقل أن تُرتكب كل هذه المجازر باسم الاسلام وباسم فلسطين،
هل يُعقل أن تُرتكب كلُّ هذه الفظاعات باسم العروبة،
هل يُعقل أن نتجاوز إسرائيل في همجيّتها وقسوتها وعدائها للإنسانيّة،
هل يُعقل أن يُقتل في سوريا نصف مليون قتيل،
هل يُعقل أن يُستعمل السلاح الكيمياوي ضدَّ أطفالٍ نائمين،
هل يُعقل أن يُشرَّد أكثر من ثمانية ملايين إنسان، فيتيهون، كلاجئين، في بلاد الله الواسعة،
هل يُعقل أن يتمّ تسليم سوريا العربيّة للروسي الظالم ومن ورائه الايراني،
هل يُعقل أن يتمّ تسليم العراق للأمريكي الأخرق ومن ورائه الايراني،
هل يُعقل أن تُرتكب كلُّ أعمال القتل، ساعةً باسم الممانعة وساعةً باسم دولة الخلافة،
هل يُعقل أن لا ينتبه الممانع وغير الممانع أنّ ما يحصل لا يخدم سوى اسرائيل،
هل يُعقل أن نتقاتل مجدَّدًا كأنَّنا ما زلنا في صفين أو في كربلاء،
هل يُعقل أن نسلّم بلاد العرب لغير العرب،
هل يُعقل ما يحصل...
هل يُعقل أن نجد أشخاصًا ما زالوا يدافعون عن ما يحصل،
عارٌ ...ما بعده عارٌ...
لسوف يلحق بنا العارُ قرونًا الى الأمام،
إنّي أخجل من كوني إنسانًا...
إنّي أخجل من إنسانيتي....
الدكتور جمال نعيم