سمير رشماني.. هو طالب في الثانوية العامة ومازال في عامه الـ17، شاء القدر أن يضع حدّاً لحياته، بعدما تعرّض لحادث سير يوم السبت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي على طريق الشام، بينما كان يستقل وصديقُه دراجة نارية، إنفجرت إحدى عجلتيها ما أدّى إلى انقلابها، وإصابه سمير إصابة بليغة بقدمه.
نقل سمير إلى مستشفى قلب يسوع التي أوضح "مكتب الدخول" لديها لـ"لبنان 24"، أنّ إدارة الطوارئ أجرت للشاب الإجراءات الطبية اللازمة، من إسعافات وصور شعاعية، وعندما وصل الحديث إلى إجراء عملية جراحية، فضلت أمّه نقله، وفق مكتب الدخول، إلى مستشفى أخرى بعدما تحادثت مع أحد الأطباء.
نقل سمير بلباس طوارئ مستشفى قلب يسوع، التي تقول العائلة إنّ إدارتها طلبت منها دفع مبلغ 10 دولار قبل إجراء العملية، وهو المبلغ الذي لا تملكه. فنقل سمير إلى "المستشفى الوطني" في عاليه، حيث باشرت المستشفى بإدارة طبيب العظم أ.ت. الذي روى لـ"لبنان 24" ما حصل مع سمير بدءاً من هذه اللحظة.
يقول الطبيب المعالج إنّ سمير كان يعاني من عدد من الكسور في الفخذ مع وجود نزيف داخلي حاد، أجريت الإتصالات لنقله إلى مستشفى أكبر لناحية الإمكانات، لكن الأمر تعذر، فتقرر إجراء العملية في "المستشفى الوطني" في اليوم التالي أيّ يوم الأحد في الـ26 من الشهر الماضي، وبعد اكتمال التحضيرات، أجريت له العملية التي استغرقت جهود وقف النزيف الوقت الأكبر منها، لتنتهي بتثبيت العظم بالبراغي وإيقاف النزيف، مع رفد المريض بـ8 وحدات من الدماء... انتهت العملية بـ"نجاح"، فاطمأن الطبيب وخرج من غرفة العمليات مطمئناً العائلة.
لكن... بعد ساعتين ونصف الساعة من إجراء العملية بدأ الضغط يهبط، يقول الطبيب المعالج لـ"لبنان 24"، موضحاً أنّها عوارض "الدهن في الشرايين"، وما يتلو ذلك من عوارض خطرة.. إلى أن نقل بعد أربع ساعات إلى مستشفى عين وزين، حيث عاد ضغطه إلى طبيعته، لكن الأمر تطوّر إلى الأسوأ لاحقاً، انتهى ببتر ساقه، وفق ما تقول مصادر العائلة من "الورك".
في هذا الوقت، العائلة المصدومة وبعد بتر ساق ابنها الذي بقي لنحو عشرة أيام في العناية المركّزة، كانت تحاول جاهدةً تأمين المال لمساعدة ابنها من خلال شراء ساق اصطناعي لتعويضه عن جزء من الخسارة الكبيرة، وبالتالي تخفيف صدمته التي أصيب بها. لكن لا جدوى، فوقع الكارثة كان أقوىجسدياً ونفسياً، ساء الوضع أكثر، لكن لا حول للأهل ولا قوّة... إلى أن باغته القدر ليلة الثلاثاء الأربعاء.
"لبنان 24" حاول التواصل مع العائلة، إلّا أنّ الأمر تعذّر نتيجة الوضع النفسي لأفرادها، وبالطبع سيكون لديها ما تقوله في الأيام المقبلة تعليقاً على مجريات الأحداث.
على كلّ حال، اليوم سمير فارق الحياة تاركاً وراءه غصّة عائلة وأمّاً مفجوعة، لكن الأهم أنّ سمير هو واحد من شباب كثر يموتون جرّاء التهور أحياناً، والأخطاء أحياناً أخرى، والإهمال والتقصير في كثير من الأحيان، وايضاً جرّاء تنحي أصحاب الشأن لا سيما المستشفيات، عن تحمّل المسؤوليات حيث يجب..