أولاً: أكاذيب النظام السوري
طوال الانتفاضة السورية والنظام يمتهن الأكاذيب والأضاليل لتبرير جرائمه ومخازيه وتغطية مجازره المتلاحقة، وكما حصل في مجزرة الغوطة الكيماوية التي تجاوز عدد ضحاياها الألف وخمسمائة شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، ها هو اليوم يعود إلى "مهزلة" إتّهام المعارضة بتجميع الأطفال في خان شيخون ووأدهم بالكيماوي تحقيقاً لمآرب عسكرية وسياسية .النظام يكذب طالما هناك من أدمن تصديق الأكاذيب، وهناك من يُسارع إلى اختلاق المعاذر.
إقرأ أيضا : أطفال شيخون يصرخون: يا لعار الفيتو الروسي-الصيني، والخذلان الأميركي.
ثانياً: الروس لا يكذبون، بل يختلقون المعاذر
الروس لا يكذبون، ولا يجدُر بدولة عظمى أن تكذب، لذا فهم يعرفون أنّ النظام قصف خان شيخون المنكوبة، ويعترفون بذلك، إلاّ أنّ القصف أصاب مستودعات أسلحة كيماوية للفصائل المسلّحة ، وكأنّ الفصائل متفرّغة لتخزين المواد الكيماوية حتى يأتي النظام فيقصفها خطأً أو صدفة، صحيح أنّ الروس لا يكذبون، إلاّ أنّهم لا يُحسنون اختلاق المعاذر، ومن فرط هول استعمال أسلحة الدمار الشامل كالسلاح الكيماوي، تراهم يلجأون إلى تبرير جرائم هذا النظام التي فاقت بشاعتها كُبريات مجازر القرن الماضي والحالي. ولو كان لنا أن ننصحهم فإنّنا نقول لهم: لا يدعونّكم أمرٌ قد تخلّصتم منه (قصف خان شيخون) للدخول في أمرٍ قد لا تتخلّصون منه، وكانت العرب تقول: دعوا المعاذر فإنّ أكثرها مفاجر، والمثل السائر يعرفه القاصي والداني: عذرٌ أقبح من ذنب، وربما لأجل ذلك حكم أبو عياد في رجلٍ اعتذر إلى أحمد بن أبي خالد فقال: يوهبُ له جُرمه، ويُضربُ على عُذره أربعمائة سوط.
إقرأ أيضا : خان شيخون، بشار - كويت، صدام
بانتظار أن يهبّ المجتمع الدولي لمعاقبة بشار على جرائمه، ومضاعفة العقاب على الروس لاختلاقهم المعاذر، كم مجزرة ومذبحة ما زالت بانتظار الشعب السوري المفجوع والصابر.