نشرت مجلّة "ذا أتلانتيك" تقريرًا تحدثت فيه عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في خان شيخون بريف إدلب أمس الثلاثاء، وتساءلت عن الدوافع الرئيسية للاعتداء، وفي الخلاصة أكّدت أنّ المجزرة تكشف ضعف قرارات المجتمع الدولي، وأنّها لن تؤثّر على إستمراريّة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد.


وبدأت المجلّة تقريرها بالإشارة إلى أنّ الإستخبارات الأميركية ترى بصمات النظام السوري على القصف، فيما وصف الرئيس دونالد ترامب الهجوم الكيماوي بالعمل "الشائن الذي لا يجب على العالم المتحضر تجاهله"، وألقى باللوم على "ضعف وتردد" إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

لكنّ اللافت أنّ الهجوم حصل في اليوم التالي للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرئيس السوري كان قدّم إتفاقًا للقوى الغربية التي تدعم المقاتلين في الجماعات المعارضة، لافتة إلى أن مسؤولين سوريون قدموا لنظراءهم الغربيين ملفات قالوا إنها ستساعد الغرب على تحديد أماكن وجود الجهاديين الذين يختبئون في تركيا، الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

وإن عادت الحكومات الأجنبية إلى أطياف النظام، بحسب تقرير الصحيفة، فسوف يتمّ التسامح على كلّ شيء، وسوف تستأنف علاقة الأسد بين أجهزة الاستخبارات (وهي في بعض الحالات بدأت فعلاً) شراكة ساقطة أخلاقياً، ولكنها فعالة لمكافحة الإرهاب ضد الأعداء المشتركين، من داعش إلى نشطاء جهاديين موجودين الآن في الغرب.

وأضافت المجلّة أنّه بعد تفكّك الوحدة الأوروبية في أعقاب أزمة النازحين، بدأت بعض الحكومات الغربية تناقش سرًا "حتميّة إستمرارية الأسد". فيما تخلّى أوباما عن فكرة تغيير النظام لكنّه بقي على مسافة من الأسد.

لكنّ للإدارة الأميركية الجديدة استراتيجيتها المختلفة، وتوضح ذلك مواقف ترامب عن روسيا، الناتو، الهجرة وقضايا أخرى، فهو يضع المصالح الأميركية في سلّم أولوياته، وربّما لن يهتم ترامب بإقدام النظام السوري على تنفيذ مجزرة كبيرة، سواء بالأسلحة الكيماوية أو غير ذلك، وسيجد نفسه بحاجة الى حلفاء وليس فقط الى محاربة المجموعات الإرهابية التي تستهدف الولايات المتحدة، الأمر الذي بدأ منذ تهديد كوريا الشمالية.

وإذ لفتت المجلّة الى أنّ البعض سيرى الهجوم الكيماوي كخطوة ناقصة في لحظة حاسمة، إذ تفكّر أوروبا والولايات المتحدة بإعادة العلاقات مع الأسد ولو على مضض، لكنّ هذا الرهان أصبح من الماضي.

وختمت بالتأكيد أنّ الأسد برهن للعالم أنّ "التابو" الدولي الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية مزّيف وصوري.