مذبحة إدلب التي أعادتْ الى الأذهان "محرقة" الغوطة قبل نحو أربعة أعوام وقد تترتّب عليها تداعياتٌ سياسية برسم نظام الرئيس بشار الأسد، كما وضْع روسيا مجدداً في "مرمى الإرهاب"، يشكّلان تطوريْن يؤشران إلى مرحلة خطيرة تقف المنطقة على مشارفها، وتحديداً ساحاتِها المشتعلة، وهو ما يرخي بثقله تلقائياً على الواقع اللبناني الذي، وبالرغم من التفاهم الداخلي والخارجي على إبقائه "قيد التبريد"، فإن مساراته الرئيسية، سيما المتّصلة بتكوين السلطة وتوازناتها لا يمكن عزْلها عن الاشتباك الكبير في المنطقة الذي يرتبط به لبنان مباشرةً من خلال انخراط "حزب الله" العسكري في سورية خصوصاً وتأثيره المحوري في مجريات حربها، وبطريقة غير مباشرة عبر القوى الاقليمية التي تُعتبر "بلاد الأرز" جزءاً من صراع ترسيم النفوذ بينها.
ومن هنا، ترى أوساط سياسية مطلعة في بيروت ان لبنان، الذي يرصد بقلق كبيرٍ أيضاً إكمال اسرائيل منظومتها الدفاعية تحسُّباً لأي حرب مع "حزب الله"، بات محكوماً على مشارف صيفٍ يشي بأنه سيكون "ساخناً"، بتجديد "بوليصة التأمين" لاستقرار الحدّ الأدنى الذي ينعم به، وهذا لا يكون إلا بتعطيل "صاعق" الفراغ في البرلمان، عبر تمديدٍ باتت غالبية القوى تسلّم به وحتى بأنه سيحصل من خارج إقرار قانون جديد للانتخاب تحت ضغط المهل الدستورية، وان "الكباش" يبقى حول فترة التمديد وآليته كما "واقي الصدمات" الذي سيُعتمد لتبرير التمديد الثالث على التوالي وتفادي ان يعْلق في "شِباك" طعنٍ ليس بعيداً عن حسابات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.