رأت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية، أن هناك عدداً من الدلائل تشير إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترى في العراق المكان الأنسب للرد على قوة إيران ونفوذها المتنامي بالمنطقة، مبينة أن زيارة صهر ترامب، غاريد كوشنر، إلى بغداد الاثنين، تعد دليلاً آخر على ذلك.
 

وتابعت الصحيفة أن زيارة غاريد كوشنر صهر الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، إلى العراق تدشن لنهج جديد من سياسة ترامب في التعامل مع الشؤون الخارجية؛ وهي الاعتماد على الموالين حتى إن كان لديهم خبرة قليلة في المجالات الدبلوماسية والعسكرية.

وكان كوشنر قد وصل إلى بغداد الاثنين في زيارة غير معلنة، والتقى فور وصوله رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وناقش معه الحرب ضد تنظيم "داعش"، وإن كانت القوات الأميركية ستغادر العراق بعد ذلك، وفقاً لما نقله المتحدث باسم رئاسة الوزراء العراقية.

كوشنر من المتوقع أن يلتقي اليوم مع مسؤولين في التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاً مع وزير الدفاع العراقي، عرفان الحيالي.

ورافق كوشنر في زيارته غير المعلنة إلى بغداد، الجنرال دونفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووفقاً لمصادر مطلعة فإن الزيارة ستنصب على مناقشة سير المعركة ضد تنظيم "داعش".

البيت الأبيض أبقى أمر الزيارة سرياً خشية من استهداف كوشنر، ولم يتم إبلاغ الصحفيين إلا بعد وصول طائرة كوشنر إلى بغداد.

الزيارة وفقاً للصحيفة تمثل أول خطوة عقب الاجتماع الذي جمع العبادي مع ترامب في البيت الأبيض، والذي أكد خلاله الرئيس الاميركي دعم العراق في حربه على الإرهاب، معتبراً أن العراق حليف موثوق.

مسؤولون عراقيون أكدوا أن إدارة ترامب تعتزم زيادة دعمها للعراق في حربه على تنظيم "داعش"، وأيضاً ضرورة اتخاذ العراق موقفاً أكثر صرامة حيال إيران، وهو أمر يرى بعض المراقبين العراقيين أنه قد يؤدي إلى تحول بلادهم إلى ساحة أخرى للصراع بين أميركا وإيران.

وقد استقبلت بغداد قبل أسابيع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في أول زيارة من نوعها منذ عقود، وهي الزيارة التي شجعتها كثيراً واشنطن لإبعاد العراق عن التأثير الإيراني، كما أنها فسرت على أنها رغبة أميركية لدفع السعودية إلى القيام بدور أكبر في العراق، بحسب الصحيفة.

زيارة كوشنر إلى بغداد جاءت عقب أسبوع من اعتراف وزارة الدفاع البنتاغون بمسؤوليتها عن ضربات جوية في الموصل أوقعت عشرات القتلى والجرحى، حيث تشير الإحصائيات إلى مقتل قرابة 200 عراقي من جراء تلك الغارات.

ورغم أن معركة الموصل لم تنته بعد إلا أن إدارة ترامب على ما يبدو عازمة على وضع جهدها وتركيزها على المرحلة التي تلي تحرير الموصل، حيث سيتعين على الولايات المتحدة أن تحدد مصير آلاف من جنودها الذين عادوا إلى العراق عقب سيطرة التنظيم على الموصل في 2014.

الرئيس ترامب إلى الآن أعطى إشارات متضاربة حيال جنوده في العراق؛ فهو كان قد تعهد في وقت سابق بإنهاء عمل كل البعثات العسكرية الاميركية في الخارج، إلا أنه في الوقت ذاته انتقد سلفه باراك أوباما على قراراه سحب القوات الاميركية من العراق عام 2011؛ الأمر الذي أدى إلى نمو تنظيم داعش الذي استولى بعد ذلك على ثلث البلاد، وحول العراق إلى قاعدة لشن هجمات إرهابية على الغرب.

 

 

(الخليج اونلاين)