نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرًا كشفت فيه أنّ المرحلة النهائية للاستعداد للحرب المقبلة انتهت، موضحةً أنّ منظومة "مقلاع داوود" للدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلي، والتي تنتجها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية، دَخلت مجال العمل عصر الإثنين، في رسالة واضحة لـ"حزب الله".

وقالت الصحيفة إنّ هذه المنظومة مصمّمة لاعتراض الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، كذلك االصورايخ التي تصل الى مسافة 40 الى 300 كم، كما يكمل "مقلاع داوود" منظومة القبة الحديدية، التي كانت مصمّمة لاعترض الصواريخ القصيرة المدى، ونظام "حيتس" أو "آرو" (السهم) الذي يعترض الصواريخ البالستية.

 

 

 

وباتت أنظمة الدفاع هذه منتشرة في جميع أنحاء إسرائيل اعتبارًا من أمس (الإثنين)، وذلك بهدف التحصّن بشكل كلّي من أي تهديد بالصواريخ. ومع بعضها، ستعطي إسرائيل القدرة لمكافحة التهديدات بوابل الصواريخ المُحتمل إطلاقها من قبل "حزب الله" أو غزة، كذلك من إحتمال إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية باتجاه إسرائيل

وشدّدت الصحيفة على أهميّة توقيت تفعيل الأنظمة الدفاعيّة، وذلك بعد تصاعد التوتر عند حدود لبنان من جهة ومن قطاع غزة، وبعد فترة وجيزة من تصدّي السهم لصاروخ أطلق من سوريا.

من جانبه، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال خلال تواجده في قاعدة هاتزور الجوية في وسط إسرائيل "إنّ التكنولوجيا المتطوّرة لمقلاع "داوود" ستساعد إسرائيل على حماية نفسها"، محذراً "أي جهة تسعى لضربنا سنضربها. وكلّ من يهدّد وجودنا يضع نفسه في خطر وجودي".

 

يفتاح شابير، باحث بارز في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس برنامج الميزان العسكري في الشرق الأوسط، قال: "إنّ مقلاع داوود يعدّ إضافة جيّدة لترسانة الدفاع الإسرائيلية. لكن لا يوجد أي أمر محسوم بنسبة 100%، فكلّ نظام دفاع قابل للإختراق".

ولفتت الصحيفة الى أنّ فكرة المنظومة الحديدية أتت بعد حرب تموز 2006، بعدما تعرّضت مدن إسرائلية كبيرة لضرب بالصواريخ لأوّل مرة، ثمّ دخلت حيّز العمل في نيسان 2011، مع نسبة نجاح في الإعتراض وصلت الى 85%، فخلال حرب 2014 مع "حركة حماس"، إعترضت المنظومة بنجاح ما يُقارب الـ800 صاروخًا استهدفت مدنًا اسرائيلية.

 

ولدى نشرها للمرة الأولى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت إنّها "ستسخدم لحماية المناطق الاستراتيجية".

وإذ أشارت الصحيفة الى أنّ إسرائيل تواجه تهديدات بأنّها سوف تتلقّى ضربات بآلاف الصواريخ خلال الحرب المقبلة مع "حزب الله"، فيما يقدّر عدد الصواريخ التي يمتلكها الحزب بـ100 ألف.

ووفقًا لمسؤول رفيع المستوى في قيادة الدفاع الجوي الإسرائيلي "بالرغم من أنّ إسرائيل قادرة على حماية مناطقها، إلا أنّه من المستحيل حماية كلّ شيء في كلّ الأوقات".

أمّا اقتصاديًا، فتقدّر تكلفة صاروخ واحد من "مقلاع داوود" بمليون دولار، وصاروخ في المنظومة الحديدية بـ 100 ألف دولار و3 ملايين دولار لصاروخ "حيتس" واحد.

الى ذلك، قال شابير: "من المحتمل أن يوجّه "حزب الله" ضربات صاروخيّة للمناطق الإستراتيجية وللقاعدات العسكرية، ولكن إذا قرّر ضرب هذه المنشآت إصافةً الى مراكز مدنية، فعلى القيادة الإسرائيلية اتخاذ قرار يحدّد ما هي الأماكن التي على إسرائل إعطاءها الأولوية".

(Jpost - لبنان 24)