أثار ظهور مجموعات من شباب منطقة برج البراجنة مقنعين وبلباس اسود مساء الجمعة الماضي، ضجة كبيرة سرعان ما تلاشت، بعدما تبينت حقيقة الموضوع واهدافه واسبابه، وبعدما تدخل "حزب الله" على اعلى المستويات لإنهاء هذه الظاهرة في مهدها، بعدما استغلتها بعض الاطراف لغايات سياسية واعلامية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي تصريحات بعض خصوم "حزب الله"، الذين اعتبروا هذا الانتشار رسالة سلبية الى الاجتماع الامني الرسمي الذي انعقد صباح اليوم ذاته في القصر الجمهوري، وخصص للبحث في ضبط الامور الامنية على كل المستويات، ومنها مطار بيروت الدولي.
واذا كان ظهور هذه المجموعة تحت اسم "سرية العباس" لمكافحة آفة بيع وترويج المخدرات وضبط التعديات، قد اعطى ايحاءات بالتوجه السياسي لهذه المجموعة، إلا ان "حزب الله" تدخل في الليلة ذاتها واوقف هذه "العراضة" وانهاها في مهدها، علما انها شملت احياء قليلة وليس في كل منطقة البرج، مع ان معظم اهالي المنطقة رحبوا بها للخلاص من التفلت الامني والاخلاقي والاجتماعي في بعض احياء البرج.
وبالرغم من ان "حزب الله" اعلن بلسان نائب المنطقة علي عمار ان هذه الظاهرة هي ابنة ساعتها وانها انتهت ولن تتكرر، فإن الوقائع الميدانية تشير الى ان الحزب اوقف منذ مدة نشاطاته الامنية العلنية في الضاحية كلها، والتي كانت بشكل اساسي تتركز على متابعة ومراقبة وتوقيف خلايا الارهاب وليس على قضايا امنية عادية، وترك للقوى العسكرية والامنية التحرك بحرية لملاحقة وتوقيف تجار ومروجي المخدرات وعصابات "الخوات" والخطف و"التشبيح"، ولكن التنسيق الامني كان قائما بين مؤسسات الدولة وبين الحزب عبر لجنة الارتباط، حيث كان الحزب يعطي المؤسسات الرسمية كل المعلومات والمعطيات التي تتوافر لديه والتي تطلبها الاجهزة العسكرية والامنية.
وفعلاً، فقد قام الجيش بشكل خاص، وقوى الامن الداخلي خلال شهر اذار الماضي بعمليات دهم واسعة لبعض الاحياء التي تعتبر مخابئاً واوكاراً لبيع وتعاطي المخدرات، لا سيما في "حي الجورة" والرمل العالي والليلكي وسواها، واوقف العديد من المطلوبين والمروجين والمتعاطين، ولاحظ اهالي المنطقة انتشار الجيش المكثف وتبادل اطلاق النار ولو المحدود مع بعض المطلوبين، عدا مداهمات شعبة المعلومات او الشرطة القضائية، خاصة بعدما اعلن "حزب الله" وحركة "امل" رفع الغطاء عن كل مخلٍ مهما كان، ولوحظ مؤخراً تراجع نشاط العصابات بشكل ملفت، بعدما حسمت الدولة امرها بالامساك بأمن الضاحية وهو المطلب المزمن لاهالي المنطقة واحزابها وفعالياتها.
(lebanon files)