تطورت كرة القدم وتطور معها مراكز اللاعبين وخُطط المدربين، ومن المراكز التي صنعت ثورة على الصّعيد التكتيكي، هو مركز الإرتكاز الذّي يبحث عنه المدربون حالياً في خططهم على أرضية الميدان.
يُعتبر مركز الإرتكاز من المراكز الجديدة في عالم الكرة، لكنه من الأكثر تأثيراً في وسط الميدان تكتيكياً، فإنه إسم على مسمى، إرتكاز الفريق وتوازنه.
بوجود لاعب إرتكاز في الخطة، يخلق الفريق فرص أكثر من عمق الملعب لوجود لاعبان في الوسط أمام إرتكاز الفريق، لذلك تُسهل عملية صناعة اللّعب من وسط الميدان لدى الفريق المهاجم.
يؤمن المحور الدّفاعي الحماية لخطيّ الدفاع والوسط، لأنه يقوم بتغطية المساحة أمام قلبيّ الدّفاع، مما يسمح ذلك لعدم ترك مراكزهم لقطع الكرة، كما يسمح للاعبي الوسط لحرية التقدم نوعاً ما للأمام، لينشغل لاعب الإرتكاز بالواجبات الدفاعية.
إقرأ أيضًا: لا تظلموا جمهور المنتخب اللبناني
إن لاعبي الوسط الدّفاعي أصبحوا نادرين، وقلما يتم رصد لاعب مميز يقوم بواجباته الكاملة في الملعب، نسبةً لصعوبة خصائص المركز وتعددها، لذلك ممكن أن نرى لاعبين شاملين بجميع المراكز إلا بمركز المحور الدّفاعي لكثرة متطلباته.
من النماذج التي تُعّرف وظيفة الإرتكاز في السنوات الأخيرة هم: سيرجيو بوسكيتس، تشابي ألونسو، وأنجولو كانتي، دي روسي، ومؤخراً كاسيمرو،
يتمتع الأسباني سيرجيو بوسكيتس بالقدرة على إخراج الكرة من مناطق الخصم، وإيصالها للوسط أو الهجوم بتمريرات كاسرة للخطوط، كما يتحكم بريتم المباراة بالوقوف على الكرة أو تسريع الهجمة بإستخدام جسمه، لذلك يعتبر بوسكيتس من العظماء الذّين لديهم قوة في لغة جسد وعبقرية بتطبيقها في الوسط.
وبالمقابل لايختلف تشابي ألونسو كثيراً عن نظيره الأسباني، لكنه لديه القدرة على إيصال الكرة للمهاجمين بالتمريرات الطّويلة الدّقيقة، إضافةً لقدرته على التسديد من بعيد لتكون أحد الحلول أمام الفرق التي تغلق المساحات بالخلف.
إقرأ أيضًا: لاعبين تحت رحمة العقود الأبدية
يُفكر لاعب الإرتكاز بعقله أكثر من جسده، لكن هناك نوعية أخرى منتشرة أكثر في الملاعب أمثال كانتي وكاسيمرو، غاتوزو ودي روسي، يتمتعوا بالقوة البدنية، والقدرة على إفتكاك الكرة من الخصوم بشكل مميز، لكن بقدر ما يستفيد الفريق منهم على الصّعيد الدّفاعي، يؤثروا سلباً بالحالة الهجومية وبناء الهجمة، لذلك من الأفضل إستخدامهم إلى جانب محور أخر بخطة ٤-٢-٣-١ أو ٤-٤-٢، وعلى سبيل المثال الفرق الواضح بين كانتي الإرتكاز الوحيد الذّي مثّل فرنسا في اليورو و كانتي ليستر أو تشيلسي حالياً، لذلك توظيف لاعب الإرتكاز لايقل شأناً عن قدراته.
ربما لايوجد لاعب شامل في مركز الإرتكاز، لكن ما أفضل أن يكون لدى المدرب إرتكازين مختلفين الخصائص، يتم إستخدامها حسب ظروف المباراة، ولما لا أن يتم إستخدامهما بالخطة نفسها في الملعب، مثلما فعل ديل بوسكي في المنتخب الأسباني.
يبحث المدربون حالياً على لاعبين شباب يلعبوا بخط الوسط الدفاعي، أمثال فايجل لاعب دورتموند، بارديس لاعب روما، وريناتو سانشيز لاعب بايرن ميونخ الذي خطفه من بنفيكا بالرغم أن مازال لم يتأقلم بعد في الدوري الألماني، لكن لاعبوا الإرتكاز أصبحوا أقلة في الوقت الحالي بين الفرق، وكما تقول العبارة الشّهيرة، إن كرة القدم لاعب إرتكاز.