جاء في الصحف البريطانية أن رجلاً أضاع كلبه في محطة للقطارات ولما لم يستطع العثورعليه، استقل القطار عائداً إلى منزله وهو يأمل أن ينتبه أحدهم إلى المعلومات المطبوعة على الميدالية المعلّقة برقبة الكلب، ويعيده إليه.
ويبدو أن الكلب الذكي استقل بكل بساطة القطار المناسب للعودة إلى المنزل، وكان قد ركب مع صاحبه هذا القطار من قبل مرات عدّة.
لقد عرف الكلب طريق المنزل، بينما نحن أمة عربية من المحيط إلى الخليج، بقدّها وقديدها، وتاريخها وتراثها، تتخبّط وقد أضاعت طريقها وتاهت في محطات الآخرين، تستجدي "خريطة طريق" من هنا وقراراً دولياً من هناك. وتبحث عن رضى من هذا وحظوة من ذاك، وحماية من هنا ودوراً من هناك!!
نتذكر بحسرة شاعرنا الكبير الساخر أحمد الصافي النجفي حين قال في قصيدته الشهيرة ما يصلح لوصف أفعال حُكام العرب: "فضحونا حتى أمام الكلاب"!.
(عبدالفتاح خطاب - مجلة الدبور)