يتابع الجيش إحباط المخططات الإرهابية، ما ميّز لبنان عن بلدان أخرى تملك تقنيات أكثر تطوّراً. وفي هذا الإطار يَروي مصدر عسكري لـ«الجمهورية» ما حصل فجر الأربعاء، بما يؤكّد جهوزية الجيش وتحرّكه السريع ومنعه فتح ثغرات من الحدود اللبنانية الى الداخل.
ويوضح المصدر أنّه نتيجة الرّصد والمتابعة التقنية والجوية التي تقوم بها الطائرات من دون طيار اللبنانية، و«السيسنا» المجهّزة للعمل في كل الأحوال الجوية والتي تعمل على مدار الساعة، والمراقبون المنتشرون في كل المراكز العسكرية المتقدمة، رصَد الجيش حركة تجمّعات كبيرة للمسلحين تابعة لـ«فتح الشام» في مناطق الملاهي ووادي ميرا للجهة الشرقية من عرسال، وتبيّن بعد متابعة هذه المعلومات وبعد درس انتشار المسلحين، أنّ هناك محاولة لتنفيذ هجوم حدَّد المسلحون توقيته بعد صلاة الفجر لاحتلال بلدة عرسال وصولاً إلى منطقة عين الشعب، ليصِلوا الى اللبوة من خلال محور عرسال- عين الشعب- اللبوة، والمحور الثاني من الزمراني في اتجاه شمال عرسال وصولاً إلى الزيتونة التي تقطع طريق الهرمل- الفاكهة، وهو ما كانوا سيعتبرونه إنجازاً لهم.
وقد تزامنت هذه العملية مع عملية أخرى للإلهاء، حاول خلالها المسلحون تضليل الوحدات المنتشرة، عبر اشتباكات في منطقة الزهوة ووادي العوينة، من خلال تنفيذ هجوم من جرد الفليطة في اتجاه وادي العوينة، حيث ينتشر مسلحون لـ«حزب الله».
لكن فيما رصد الجيش التحركات الحاصلة، ضربت مدفعيته هذه التجمّعات وألحقت خسائر كبيرة في صفوف المسلحين بين قتلى وجرحى، خصوصاً مدفعية الجيش بعيدة المدى من عيار 155 ملم ومدفعية الهاون التي حقّقت رمايات مركّزة، في عملية استباقية، وأفشلت الهجوم قبل حصوله من دون وقوع أيّ اشتباكات مباشرة بين الطرفين، وهو ما أثبت الجهوزية العالية لدى الجيش للتحرك. كما تمكنت وحدات الجيش صباحاً من سحب نحو 15 جثة للمسلحين من بينها واحدة لقيادي بارز شارك في الهجوم.
أما عن إشاعات التعاون بين الجيش ومجموعات لبنانية مسلحة في المناطق ومن ضمنها «حزب الله»، فينفي المصدر هذه المعلومات، مؤكداً أنه «في أمكنة انتشار الجيش لا قوى عسكرية غيره، وهو يملك الإمكانات الكاملة من الأسلحة للدفاع عن مراكزه ومنع أيّ هجوم باتجاه الأراضي اللبنانية».
أسباب العملية
بحسب ما تبيّن، فإنّ السبب الذي يقف وراء تنفيذ العملية هو الإعتراضات التي تبديها المجموعات الموجودة في منطقة جرود عرسال والتابعة لأبو مالك التلي على اتفاقٍ أُبرم بين قيادتها المتمثلة في محمد الجولاني، والنظام السوري برعاية قطرية لإخلاء مناطق مطوّقة مقابل انسحاب مسلحين لهم من مناطق أخرى، فأتى التحضير لهذه العملية تعبيراً عن معارضتهم للإتفاق، خصوصاً مع الحديث عن تبادل عدد من الأسرى والجثث ضمن هذه الصفقة لعناصر من «حزب الله» من جهة، وعناصر من المجموعات الإرهابية من جهة أخرى.