ورد في صحيفة العرب اللندنية يمكن القول إن هدف حزب الله المحوري المتمثل في المحافظة على النظام السوري قد تحقق، لكن لا تلوح في الأفق بوادر نهاية للحرب. إذا استمرت إيران وحزب الله في تقديم الدعم العسكري غير المشروط للنظام من دون وجود استراتيجية خروج واقعية فإنهما سينزلقان أعمق فأعمق.
 

وفي الوقت نفسه، سيترتب عليهما مواجهة إدارة أميركية أكثر عدائية نحوهما قالت إنها ستقلص النفوذ الإيراني مع اتباعها مقاربة أكثر عدوانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتجنب الغرق في مستنقع يستلزم التفاوض على تسوية تشارك فيها الدول الرئيسية التي تدعم المعارضة، بالإضافة إلى قيام روسيا بفرض التنازلات المطلوبة على دمشق.

ولا يستطيع "حزب الله" تغيير مساره في سوريا من غير موافقة إيران وسيبقى يدفع أثمانا مرتفعة ومتزايدة لتدخله. الحزب الذي كان ذات يوم يعتمد على نظام الرئيس حافظ الأسد لحماية مكانته العسكرية في لبنان، أصبح دوره محوريا لبقاء حكم ابنه في سوريا.

لا شك أن استفادة "حزب الله" من تدخله تجاوزت المحافظة على بقاء النظام. فبالإضافة إلى ذلك، ساعد دعمه الكامل على ترسيخ موقعه لدى إيران بوصفه الشريك الأكثر فعالية. أظهرت الحرب الاعتماد المتبادل بين الطرفين وعمّقته. وقد رفعه انخراطه المتصاعد في سوريا إلى مكانة الشريك الأساسي في مواجهة إقليمية ذات رهانات كبرى وصبغة طائفية. في المقابل، فإن إيران تقدم الأسلحة وجميع أشكال الدعم التي تسمح لحزب الله بتحويل قوته العسكرية إلى هيمنة سياسية.

واستفاد حزب الله من علاقته بروسيا، هذه العلاقة التي نشأت من تدخل الأخيرة في سوريا العام 2015. وتمكن حزب الله من تعزيز خبرته العسكرية والتكتيكية من خلال انخراطه في تحالف قتالي مع قوة عالمية، للمرة الأولى. إلا أن هذه العلاقة محفوفة بالتوتر، إذ أن موسكو، القوة العلمانية الحذرة والقلقة من التطرف الإسلامي والتي تفضل دولة وجيشا سوريين قويين، لها أجندتها الخاصة في سوريا بدأت بالافتراق عن أجندة إيران وحزب الله الآن وبعدما بات البقاء الفوري للنظام مضمونا.