أعلن موقع اسبورت سينا الصيني عن دخول إيرانيات إلى ملعب آزادي في طهران يوم الثلاثاء الماضي تحت غطاء مشجعي المنتخب الصيني لكرة القدم لمشاهدة مباراة المنتخب الإيراني مع ضيفه الصيني في إطار الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018 في روسيا. تلك الإيرانيات تمكنّ من دخول الملعب بصفتهن مرشدات سياحيات للمشجعين الصينيين.
إقرأ أيضًا: زيارة روحاني لموسكو: منعطف تاريخي
هذا ومُنعت النساء من دخول ملاعب كرة القدم منذ بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية، تحت ذرائع شرعية وأخرى إجتماعية، فبعد التعويل على أحكام شرعية لبعض الفقهاء التقليديين الذي ثبت فيما بعد إفتقادها إلى الرصانة الفقهية لجأ التقليديون إلى ذرائع اجتماعية لمنع النساء من دخول ملاعب كرة القدم، حيث أنهم وجدوا بأن النساء الإيرانيات يدخلن ملاعب كرة الطائرة وكرة السلة، بينما منعن من دخول ملاعب كرة القدم وكان عليهم تبرير هذا التناقض، وبينما الفقهاء التقليديون لا زالوا يؤكدون على الحرمة الشرعية إلا أن غالبية المحافظين يبررون هذا القرار بأن أجواء ملاعب كرة القدم المزدحم بالشباب والمليئ بالشتائم المتبادلة لا يتلاءم حضور النساء.
حاول الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رفع حظر دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم ولكنه اصطدم بردود مراجع دينيين في مدينة قم، حذروه من مخالفة آرائهم المستندة الى الأعراف والتقاليد وليس الى الشريعة الإسلامية.
إقرأ أيضًا: إيران: حسن الضيافة للمنتخب الامريكي للمصارعة
وبينما يعبر المرشد الأعلى آية الله خامنئي عن آرائه الفقهية في جميع القضايا ولكنه التزم الصمت حيال هذا الموضوع وفضّل البقاء على الحياد بين الطرفين وبل نصح الرئيس السابق باحترام رأي المراجع الدينيين، مما يعني بأنه غير مقتنع بقرار منع النساء من دخول تلك الملاعب الرياضية.
إن الشريعة السهلة السمحة أصبحت صعبة عند ما يصل الأمر بالحريات الإجتماعية حيث إن السلطة الأبوية ترى بأن حرية النساء الاجتماعية سوف تعرض موقع الرجال إلى الخطر، فمصلحة الرجال تتطلب فرض الحظر على القدر الممكن من تحرك النساء خارج إطار الأسرة.