عُقدت القمة العربية أول أمس الاربعاء في عمان، وغلب الدعم والضمانات على بيانها الختامي دون خطوات جدية فاعلة على الأرض العربية، والدول المشاركة تغاضت عن خلافاتها العربية – العربية ليترأس كل رئيس قمة وطنه. وبما أن القمة كانت عربية فما الذي يهم المواطن العربي من انعقاد قمة تمثل إنتمائه العربي؟ وهل يجد أهمية لقراراتها، أم أن قرارتها السابقة ونتائجها المتجمدة جمدت إحساسه بوجود إتفاقات عربية فاعلة؟
قد يبدو المواطن العربي غير مهتم بانعقاد أي قمة عربية، فبالنسبة له ما يُحكى ويُتفق عليه عكس الواقع الموجود على الأرض العربية الغارقة بمشهد الدمار والحروب.
و"اللامبالاة" هي حالة المواطن العربي من أي قمة تُعقد، فما الجديد الذي قدمته له كعربي؟ فهو ما عاد يهتم بأي قرار أو إتفاق لن يجدي نفعاً مع واقع مرير يعيشه تمثل بارتفاع أسعار هدت كاهله مع زيادة نسبة بطالته، وتدهور السلام الأمني ووقوع المزيد من الضحايا نتيجة تدخلات أجنبية تعيش في أوطانها بسلام فيما أرضنا العربية تشتعل بحروب لطخ فيها المواطن العربي دمه بدم أخيه العربي.
إقرأ أيضاً: قمة حكام أم قُمّة شعوب ..؟
وإهتمامات هذا المواطن بسيطة كالعيش بسلام في بلد غير مهدد بحروب أو قلق دائم أو تهديد خارجي، أن لا تُسرق ثروات أرضه ومواردها، أن لا تهدر دولته حقه وأن لا تفرض عليه ضرائب إضافية، أن يجد عملاً ومستوى علمي ووظيفي يضمن له حياة كريمة، أن لا يلجأ إلى الهجرة بعد إرتفاع مؤشرات البطالة العربية، والأهم هو وقف سفك الدم والحماية من خطر إرهابي يهدد حياته إلا أن الدول العربية في القمة أكتفت الإلتزام بمكافحة الإرهاب وإزالة أسبابه حمايةً للشعوب العربية دون عرض مخطط رسمي واضح حول كيفية إجراء تلك المكافحة!
إقرأ أيضاً: الكرة اللبنانية موحدة، واختلاف على رسالة القمة
فعلاً ماذا حققت الدول العربية في قمتها سوى الدعم والضمان دون الجهد الفعلي، ولعل أبرز ضماناتها كان ضمان قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل! وضمان السلام في فلسطين لإنهاء صراع طويل إثر محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية!! مكتفيةً بالوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم جهود تحقيق المصالحة الوطنية، ودعوة الدول إلى عدم نقل سفاراتها إلى القدس ورفض تحركات إسرائيل الأحادية، وطبعاً غيرها من الضمانات والبنود، وفي النهاية عاد كل رئيس إلى وطنه بعد مشاركته في مباحثات غامضة المفعول لن تنهض وتؤثر بشعب بلده.