تعرض عدد من الناشطين الإعلاميين في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، الاثنين، لاعتداء من قبل محافظ المدينة التابع للنظام طلال البرازي وبعض الضباط والعسكريين، خلال تغطيتهم خروج الدفعة الثانية من ثوار وأهالي الحي، في سياق عملية التهجير القسري التي ينتهجها النظام وحلفاؤه بحق أبناء المناطق المحاصرة.
ونقلت "رابطة الصحافيين السوريين" عن الناشطين، أن حالة من التخبط والارتباك أصابت البرازي والضباط المرافقين له، إثر مشاهدتهم عدداً من ناشطي حي الوعر، يقومون بتوثيق عملية التهجير، بعد توجههم إلى منطقة حاجز الفرن الواقعة على أطراف الحي، حيث يتم جمع الأهالي تمهيداً لإخراجهم، وهو ما دفع النظام السوري للاعتداء على الكوادر الإعلامية لمنعهم من توثيق الحادثة.
وفي تصريحات صحافية تناقلتها وسائل إعلام سورية معارضة، أفاد مدير "وكالة حمص الإعلامية"، همام أبو الزين، الذي كان مشاركاً في عملية التوثيق: "بعدما جهزنا معدات التصوير وأخذ كل منا موقعه ليقوم بعمله، صدم المحافظ وعناصر النظام من وجودنا، وأصابتهم الحيرة والقلق، فحاولوا إبعادنا عن المكان"، مشيراً إلى أنه "بعد إصرارنا على البقاء في المنطقة حاول المحافظ مصادرة كاميرا الناشط ثائر الحمصي، الذي رفض تسليمه إياها، إلى أن تدخلت لجنة مفاوضات الحي ومنعته من مصادرتها".
من جانبه قال الناشط ثائر الحمصي، وهو مراسل وكالة "قاسيون" للأنباء، أن "محافظ حمص لم ينفعل من مظهر السلاح المتواجد مع الخارجين من الحي، لكنه فقد صوابه عندما رأى الكاميرا بيدي ومحاولتي توثيق ما يحصل، وأراد أن يأخذ الكاميرا بالقوة من بين يدي لكنني رفضت تسليمها حتى جاءت لجنة المفاوضات في الحي ومنعتهم من أخذها، ثم قمنا بعدها بالانسحاب لكن عناصر قوات النظام كانت مرتبكة بشكل كبير ومتفاجئة من وجود الإعلام وسط الحشود المجتمعة التي سيتم تهجيرها إلى ريف حلب".
تجدر الإشارة، أن عملية التهجير القسري لسكان حي الوعر، أتت بعد حملة شرسة من القصف الجوي والمدفعي على الحي، استخدمت فيها قوات النظام كافة أنواع الأسلحة، قبل التوصل إلى اتفاق بين لجنة المفاوضات عن الحي والنظام السوري بوساطة روسية، يقضي بتهجير ثوار وأهالي الحي إلى محافظة إدلب وريفي حمص وحلب. وكان الناشطون يوثقون خروح الدفعة الثانية منهم، والتي تضم حوالى 2000 شخص، إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، عندما وقعت حادثة الاعتداء.