لطالما عانى لبنان من أزمة بطالة دفعت شبابه إلى الهجرة في ظل غياب فرص العمل في وطنهم الأم.
وبعد أن كان ثلث الشباب اللبناني تقريبًا عاطلًا عن العمل قبل تدفق اللاجئين السوريين، إرتفعت نسبة البطالة في صفوف الشباب اليوم إلى حوالي 60% في ظل وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري موزعين على المناطق اللبنانية.
لم يعد السوريون يشغلون وظائف مرتبطة بالأعمال اليدوية ولكنهم إستولوا على حيّز كبير من سوق العمل اللبناني، وإحتلّوا مناصب كانت في السابق حكرًا على اللبناني ومحظورة على الأجانب وفقًا لقانون العمل اللبناني.
وتعليقًا على هذا الأمر رفعت مجموعة حملت إسم "لجنة شباب الأوزاعي" يافطة ضد اللاجئين السوريين في محلة الاوزاعي في بيروت، وتحمل اليافطة عبارات، من بينها "جاي مهجر مش تهجرنا، وإستقبلتونا شهر كتر خيركم ما فينا نستقبلكم كل العمر، وما تقل على أمك وأبوك بيكرهوك".
إقرأ أيضًا: أطفال سوريا.. ضحية الإرهاب وصراعات الكبار
وإستنادًا لقانون العمل اللبناني فقد نص القانون مبدأ التعامل بالمثل مع الأجانب، فكما يحق للبناني العمل والإنضمام إلى الضمان الإجتماعي في سوريا، يتمّ في لبنان معاملة السوريين على هذا الأساس أيضًا.
إلا أن القانون يشدد على مبدأ عدم المنافسة مع العمالة اللبنانية عند توظيف أي عامل أجنبي، وتعتبر المهن المنظمة بقانون كالمهن الحرة (الطب، المحاماة، الصيدلة، الهندسة…) والوظيفة العامة حكرًا على العمالة اللبنانية، ويمكن فقط تجاوز هذا الحكر من خلال الحصول على إذن خاص من الإدارة المعنية بالتوظيف.
لكنّ المشهد تبدّل اليوم، وإختلفت الصورة بعد تدفق أكثر من 1,5 مليون سوري إلى لبنان، وفيما كان تواجد العامل السوري يقتصر على ورش البناء والمعامل والمقاهي، بات اليوم معممًا على مختلف المهن.
إقرأ أيضًا: المرأة اللبنانية.. في أسفل اللائحة عالميًا
وأخيرًا.. دخلوا لبنان بصفة نازحين سوريين، واللبنانيون الذين تعودوا على فتح بيوتهم لإستقبال الضيف فعلوها أيضًا هذه المرة حتى ضاق الدار بأهله.
لكن هذه المعاناة الإنسانية تحولت إلى آفة إقتصادية، فالنازحون السوريون تحولوا عمالًا أصيلين في مهن حرفية وحتى في الوظائف التي كانت ممنوعة عليهم قانونًا.
وأصحاب المؤسسات إستبدلوا العمال اللبنانيين بالعمال "النازحين"، بحجة رخص اليد العاملة وقبولهم بالشروط التي لا يتحملها مطلقًا أي عامل أو موظف لبناني يعمل تحت سقف القانون.
والحل؟ إذا طالبنا بمقاطعة هذه المؤسسات والمطالبة بحقنا نتهم بالعنصرية!!