عارفًا بالقيم والشباب، حاملًا لواء الأرز ومشعل الصفات العالية في الوجدانية، مارك الشاب اللبناني الذي إقتسمه الحب في الإغتراب عاد إلى لبنان من بعيد يدري أنّ إفتقدناه رغم وجعه لذلك أتى ليرمم كل هذا الفراق الطويل.
وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي البارحة ٢٨-٣-٢٠١٧ ليلًا، فكان بإنتظاره كل الأصدقاء والمحبين من "فرح العطاء" ينتظرون رؤيته بعدما تقاسمته عمليات الطب والجراحة أشهرًا عديدة وفرقته عنهم.
هو الطامحُ المغوار، والمعلّمُ الثاقب، هو الذي كانَ مسؤولًا في جمعية فرح العطاء، يوجّه وينظم ويباغتُ ويصوّبُ بملئ إرادته وملئ شغفنا معه، مارك لم توقفه الإصابة الخطيرة التي تعرّض لها منذ شهور عجاف، بل زادته حماسًا وإيمانًا بالعمل الشبابي والمواطنية والقيم الحياتية التي حاول جاهدًا ترسيخها في لاوعينا.
إقرأ أيضًا: مارك الحلو لبنان ينتظر عودتك
عاد من رحم الغياب لا يستطيع الوقوف جسديًا لكنه أصلب من الحديد وأشدّ من الفولاذ، وكأنّ شيئًا لم يكن.
عاد مارك إلى أحضان أهله والمهم الأهم ولأني أريد أن أنصف الحب الملحمي، عاد إلى كنفِ حبيبته أقصد جمعيته وعائلته الثانية التي بقيت إلى جانبه صابرةً قاهرةً للتحديات، هذا الحب الذي تولد من فرح العطاء كان معطاءً ومُفرحًا بكل ما يحمله الكلام من معنى.
مارك سنعمل سويًا من جديد، سنكون نحن وإياك لبنان الجديد الذي سنبنيه معًا لبنةً لبنة وحجرًا حجرْ، ستكون أنت المدماك وسنبني ناطحات سحابِ الحرف.
فما أحلى اللغة على يديك وما أوسع باب الأبجدية في وصفك ، لن أكون اليوم سوى الأخ الصغير الذي إستمد منك و من روحك حب العطاء وإرساء دعائم السلام في وطننا الحبيب لبنان!