عشية افتتاح القمّة العربية التي يستضيفها الأردن في منطقة البحر الميّت، قام الوفد العراقي إلى اجتماعات وزراء الخارجية بسلسلة مناورات تستهدف إبعاد الأنظار عن الموضوع الأساسي المتمثل في الموقف العربي من التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وقالت مصادر عربية تتابع أعمال التحضير للقمّة إن الوفد العراقي الذي يرأسه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لم يكتف بالمطالبة رسميا باتخاذ موقف عربي من “التدخلات التركية” في شؤون العراق، بل ذهب إلى أبعد من ذلك.
وكشفت أن الجعفري باشر مع الوفدين الكويتي والمصري عملية جسّ نبض لإمكان استعادة النظام مقعد سوريا في الجامعة العربية. ولم يعرف مدى استجابة الكويت ومصر للرغبات التي يبديها الجعفري، لكنّ الواضح أن الكويت كانت ربطت موقفها من النظام السوري بقرارات دول مجلس التعاون التي لا تزال، أقلّه إلى الآن، متمسكة باستبعاد النظام السوري من الاجتماعات العربية.
ومعروف أن عضوية سوريا في مجلس الجامعة مجمّدة منذ العام 2011 وذلك بعيد اندلاع الثورة السورية ومباشرة النظام قمعه للمواطنين بدعم إيراني مكشوف.
ولاحظت المصادر ذاتها أنّ الجعفري الذي ينزل في فندق “كمبينسكي” على الضفة الأردنية من البحر الميّت، عقد لقاء طويلا مساء الاثنين مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.
وأكدت أن وزير الخارجية العراقي تطرّق في الاجتماع إلى إمكان إعادة النظر في تجميد عضوية سوريا في مجلس الجامعة العربية، مشدّدا على أن “ليس في الإمكان إيجاد حلّ سياسي من دون مشاركة للنظام”.
واستبعد دبلوماسيون عرب موجودون في البحر الميّت أن تؤدي المناورات العراقية إلى نتائج ملموسة في وقت يطرح فيه جدّيا موضوع اتخاذ موقف عربي موحد من التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، أكان ذلك في العراق أم سوريا ولبنان والبحرين.
وقالت المصادر العربية إن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للأردن والتي بدأت الاثنين خلفت ارتياحا كبيرا في الأوساط الرسمية في عمّان وذلك في ضوء طبيعة الاتفاقات الموقعة بين البلدين خلال هذه الزيارة وحجمها.
وأوضح مصدر أردني أن هذه الاتفاقات جاءت في وقتها بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعاني منها الأردن وفي ضوء تزايد الضغوط التي يتعرّض لها بعدما ارتفع عدد اللاجئين السوريين إلى أراضيه إلى ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجئ.