ورد في صحيفة "المستقبل" أنه في مرحلة المرافعة، دخلت المحاكمة في جريمة قتل الطفلة سيلين ركان المتهمة فيها العاملة الاثيوبية بوزاي، بعدما استمعت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي هاني عبد المنعم الحجار أمس، إلى إفادات أربعة شهود وارجأت الجلسة الى الثالث والعشرين من شهر ايار المقبل للمرافعة.
تصرّ بوزاي على انكارها تهمة قتل الطفلة في كل "فرصة" تعطى لها للدفاع عن نفسها امام المحكمة، وهي واجهت مرة جديدة امس والد الطفلة المفجوع المدعي ياسر ركان خلال الجلسة لتذكّره بان "المستر" كان يهددها، تهديد طال امس بعض وسائل الاعلام الذين كانوا يحضرون الجلسة من المدعي الذي توجه اليهم قائلا: "ستكتبون غداً انني نزعت عن العاملة ملابسها"، وهو الامر الذي كشفته بوزاي في جلسة استجوابها السابقة امام المحكمة ،مضيفا: "انتو جاييكن دور". وتدخلت مطرقة الرئاسة منبهّة الوالد الى ان ثمة طرقا قانونية في حال لدى المدعي اي اعتراض.
لم تتردد بوزاي في جلسة الامس اثناء تعليقها على افادة احد الشهود في تبرير سبب توترها يوم واجهها "المستر" بقتلها طفلته واعترافها بذلك امام القوى الامنية بعد مراجعة كاميرات المراقبة المنتشرة في ارجاء المنزل العائلي، لتقول بحدّة ظاهرة: "انا كنت محروقة عا البنت فانا ربيّتها وهي طفلة بريئة فماذا سأستفيد من قتلها". ثم توجهت الى الوالد قائلة: "انا قتلتك من زمان لانك جرحتني"، نافية ما ذكره المدعي حول اعترافها بالجريمة.
وفي وقائع الجلسة، التي لم تخلُ كسابقاتها من اجواء التشنج بين جهتي الادعاء الممثلة بالمحامي بطرس واكد وكيل ركان والدفاع الممثلة بالمحامية حسنا عبدالرضا وكيلة بوزاي التي امتدت الى خارج القاعة، استمعت المحكمة في البدء الى افادة الشاهد الطبيب الشرعي علي المقداد الذي عاين الطفلة في المستشفى، فأيد ما ورد في تقريره حول اسباب الوفاة التي ردّها الى تشوه خلقي ادى الى توقف اعمال القلب. لكن هذه النتيجة التي وصل اليها الشاهد جاءت بعدما رفضت العائلة تشريح الجثة، وفق تعبيره، وقال: "كان يجب علي ان اكتب اي سبب في تقريري حول سبب الوفاة وانا انتظرت ساعتين لتشريح الجثة الا ان الاهل رفضوا".
وكيف وصلت الى هذه النتيجة وهل يحق له طبيا ان يذكر اي سبب حول الوفاة-سأله رئيس المحكمة -فأجاب: "انا قلت يُرجّح لانهم رفضوا التشريح".
واكد الشاهد انه لم يشاهد ازرقاقا او "رغوة" حول فم الطفلة واضاف إنه عندما وصلت الطفلة الى المستشفى قالوا له إنها تلقّت تلقيحاً ولو شاهد ازرقاقا لذكر ذلك في تقريره.
وبسؤال ممثلة النيابة العامة القاضية مايا كنعان بان الصور واضحة حول وجود "رغوة" على فم الطفلة قال المقداد بعد عرض صورة على الشاهد، انا رأيتها ممددة على السرير ولا اذكر اذا كانت بهذه الحالة كما هو بادٍ في الصور". واضاف: "كانت الطفلة قد خضعت لعملية انعاش لمدة 45 دقيقة قبل وصولي الى المستشفى ولم الاحظ ما يلفت النظر على جسدها".
وهل ان عملية الخنق تترك آثاراً اذا كانت الطفلة قد توفيت بهذه الطريقة فاجاب الشاهد: "ان ذلك ممكنا ويمكن الا يترك اي اثر ولذلك فان التشريح هو سيد الموقف بمثل هذه الحالة حيث تظهر عملية الخنق بشكل واضح".
وهنا صرّح المحامي واكد بان ثمة ادعاء على الشاهد من النيابة العامة بتهمة ادلائه بافادة كاذبة وابدى استعداده لابراز ما يؤكد اقواله، معتبرا بان القاصي والداني اذا ما اطلع على صورة الطفلة يعلم تلقائيا ان ثمة عملية خنق تعرضت لها.
وبسؤال والد الطفلة للشاهد عما اذا كانت تشققات العين حيث كانت حال الطفلة تدل على حصول عملية خنق، اجاب بانه لم ير الطفلة بهذه الحالة فالتسمم يؤدي الى هذه العوارض وكذلك الاختناق.
وسأله رئيس المحكمة: الا يعني ذلك ان الوفاة غير طبيعية، فاجاب: "مجرد وفاة طفلة الخمس سنوات هو امر غير طبيعي".
وفي رده على اسئلة جهة الدفاع حول نسبة الـcrp بالدم وما اذا كانت هذه النسبة ترتفع بالوفاة، قال الشاهد ان ارتفاع هذه النسبة بعد الوفاة تصل الى معدل 27,39 وهذا يدل على وجود التهابات وان ارتفاعها بعد الوفاة هو امر طبيعي. كما ان ارتفاع هذه النسبة قبل الوفاة لا يؤدي الى حصول توقف في القلب.
وباستماع الطبيبة ماريان الحاج التي عاينت الطفلة في المستشفى، اكدت بان سيلين وصلت الى المستشفى ميتة وقد حاولت انعاشها الا انها لم تتجاوب. وأضافت إنها لم تلاحظ أي علامات مريبة على جسد الطفلة. وأوضحت ان الازرقاق حول الفم ناتج عن نقص في الاوكسيجين وهو امر طبيعي في حالة الوفاة لاي شخص. وتابعت الشاهدة تقول بانها لم تلاحظ او تشك باي شيء.
وهل لاحظت اسودادا وتشققا في العين -سئلت الشاهدة من المدعي -فأجابت بانها لا تذكر. وهنا صرّح الوالد بان لديه تسجيلا صوتيا للشاهدة تقول فيه بانها رأت تشققات في عين الطفلة. وسئلت عما تعنيه هذه التشققات فاجابت: "لا اعرف".
وعن "رغوة" على فم الطفلة كما يظهر في الصور، قالت الشاهدة بان هذا الامر يعود الى انبوب التنفس لدى محاولة انعاشها، واضافت بان "الرغوة" قد تكون بسبب عدم استطاعة الشخص ان يبلع ريقه.
وافاد الشاهد نجيب ضاهر الذي عاين كاميرات المراقبة بانه لاحظ حصول تقطّع في التسجيلات، وقال: "اتصل بي ياسر وحضرت الى منزله حيث اطلعت على الاشرطة ولاحظت تقطعا فيها فاتصل حينها هو بالقوى الامنية بعدما ابلغها بان الخادمة قتلت سيلين. واضاف الشاهد إنه لدى مواجهتها بذلك لم تقل شيئا في البدء ثم اجابت ياسر: "نعم انا قتلتها" وذلك بحضور القوى الامنية.
وعن تصرفات المتهمة اثناء اطلاعه على الاشرطة قال الشاهد: "كانت بحالة طبيعية لدى وصولي ثم زاد توترها بعدما لاحظنا تقطعا في الاشرطة الموجودة في غرفة النوم وكان التوتر باديا على وجهها.
وسألت جهة الدفاع الشاهد حول ما ادلى به امام قاضي التحقيق بان موكلتها كانت عادية وكانت ردة فعلها طبيعية وهادئة، فاجاب: كانت ردة فعلها عادية انما تعابير وجهها كانت قلقة.
وعلّقت المتهمة على افادة الشاهد قائلة "مش مظبوط"، واضافت: "انا كنت محروقة عا البنت فانا كبّرتها وربيتها، ولم اعترف بانني قتلتها كما قال الشاهد وكل ما في الامر انني كنت حزينة". وتابعت تقول بان "المستر" كان يهددها، "وهي طفلة بريئة فما الذي سأستفيد منه من قتلها".
واخيرا استمعت المحكمة الى افادة حارس المبنى السوري علي طباش الذي افاد بان المتهمة كانت عادية عندما شاهدها في اسفل المبنى وهي تحمل الطفلة، لتعلّق بوزاي قائلة: "انا كنت ابكي".
وقبل رفع الجلسة طلبت المحامية عبد الرضا تعيين لجنة طبية متخصصة لابداء رأيها الطبي في التقارير الطبية الواردة في الملف. وعارض وكيل الجهة المدعي معتبرا ان الملف الطبي للطفلة واضح.
وبعدما تركت ممثلة النيابة العامة الامر للمحكمة تقرر ضم الطلب الى الاساس.