مرّت المنتخبات العالمية في أزمة عدم تقديم أداء مميز مقارنةً بالإمكانات التي تمتلكها من لاعبين وأموال طائلة، حيث اقتصر الأداء الجيد على بضعة منتخبات في الأونة الأخيرة، خاصةً في كأس العالم الأخير ويورو ٢٠١٦.
تراجع أداء المنتخبات بشكل عام، بعد كثرة المباريات على عاتق اللاعبين في الدّوريات الأوروبية، خاصةً للاعبي الفرق الكبيرة الذّين يحاربون على أكثر من جبهة في الموسم، ويأتوا ليشاركوا في البطولات الدّولية منهكين بدنياً وذهنياً، كما أثر عدم وجود مدربين على أعلى مستوى في الأجهزة الفنية للمنتخبات، لأن المدرب الممتاز يبحث عن تدريب نادي كرة قدم أكثر من المنتخب، لأهمية النوادي على الصّعيد الإعلامي والمالي والجاهزية.
من المتوقع أن يعود لساحة المنافسة المنتخب الفرنسي والبرازيلي من جديد، خاصةً وصيف يورو ٢٠١٦ الماضي، بعد التطور الكبير الذي حصل في فريقيّ باريس سان جيرمان وموناكو تحديداً، وبالمقابل التأثير الإيجابي للتغييرات الذي أحدثها المدرب الجديد للمنتخب البرازيلي منذ تعينه لخوض تصفيات كأس العالم ٢٠١٨ و نجح بتخطيها كأول المتأهلين.
إقرأ أيضًا: ماذا لو منع برشلونة الفريق الباريسي من التسجيل؟
عانى المنتخب الفرنسي في اليورو الأخير، الذي أُقيم على أرضه في ظل وجود عدة ثغرات في التشكيلة الأساسية، خاصةً على الصعيد الهجومي والأظهرة، لكن ماذا لو ظهر فريق موناكو الحالي قبل يورو ٢٠١٦؟، حيث أصبح المنتخب الفرنسي كامل الصفوف، بعد إنضمام أعمدة موناكو للمنتخب وعلى رأسهم الأظهرة السّريعة الذّين يشاركون بصناعة اللّعب، إضافةً للمهاجم الواعد مامبي الذي سيكون إضافة مهمة على الصعيد الهجومي.
لاشك أن المنتخب الفرنسي تراجع مستواه بعد مونديال ٢٠٠٦، واعتزال أغلب لاعبيه من جيل ٩٨ حتى ٢٠٠٦، لكنه حالياً يمتلك قائمة كبيرة من الشباب والمخضرمين الذّين يستطيعوا المنافسة من جديد بتوازن وثقة أكثر من أي وقتٍ مضى بقيادة المدرب الفرنسي ديدي ديشامب.
وبالمقابل أعاد المدرب البرازيلي "تيتي" البرازيل لسكة الإنتصارات، حيث فاز بأخر ستة مباريات، وسجل الفريق ٢٢ هدف واستقبل هدفين فقط، مما يؤكد على التطور الواضح في صفوف راقصي السامبا.
لكن بالطبع إن المنتخب البرازيلي يحتاج للكثير من التعديلات لثبات الأداء والتوازن في الفريق، إلا أن تيتي علِم كيف يختار اللاعبين وفقاً لقناعته التدريبية، أيّ أنه أبعد المجاملات عن التشكيلة الأساسية والقائمة المستدعاة، ذلك الفخ الذي وقع به أغلب مدربين البرازيل في الأونة الأخيرة.
إقرأ أيضًا: برشلونة بتأهله أضاف لأرث كرة القدم الكثير
أصبح المنتخب البرازيلي أكثر مرونة تكتيكياً ومميز على الأطراف بوجود نيمار وكوتينهو إضافةً للأظهرة الهجومية مارسيلو وألفيس، لكن ما يخيف ضعف الفريق في عملية بناء الهجمة من الوسط، والمساحات الشاغرة خلف الأظهرة في التحولات، كما بات المنتخب البرازيلي متأثراً بشكل كبير بمستوى نيمار، وذلك يؤدي لمشاكل عديدة في حال لم يُقدم نجم برشلونة المستوى المعهود في المباريات الحاسمة.
سيطر المنتخب الألماني فعلياً على المنتخبات الأكثر تقديماً للكرة الشاملة مع المنتخب الأسباني في السنوات الماضية، لكن المنافسة حالياً ازدادت بالمنتخب الفرنسي والبرازيلي، اضافة لمنتخبات جيدة كالأرجنتين وبلجيكا والبرتغال الذين يقدموا بعض الإثارة التي تقدمه نوادي كرة القدم بشكل عام.