12 عاماً مرت على رحيل امبراطور السينما المصرية أحمد زكي، الذي رحل في 27 آذار2005 بعد معاناة مع سرطان الرئة.
حكايات وكواليس مازال البعض يرويها حول الفتى الأسمر، بعضها يعرفها الجمهور للمرة الأولى رغم السنوات التي مرت على الفراق، وبعضها الآخر مازال لم يسرد بعد، خاصة وأن الفتى الأسمر كان له تاريخ حافل، وتشكل أعماله ركنا هاما من أركان السينما.
قوة أحمد زكي الفنية التي كان الجميع يلحظها على الشاشة في أعماله، ربما كانت تخفي وراءها الكثير من الأمور، فهو لم يكن أبدا ينظر إلى ما يقدمه، حسبما روت الفنانة لبلبة التي شاركته بطولة فيلم ضد الحكومة، مؤكدة أنه كان يخاف من مشاهدة أعماله، وحينما يكون هناك عرض خاص كان أحمد زكي يهرب منه قبل عرض الفيلم بلحظات بسبب الخوف والقلق من مصير العمل.
أما المخرجة إيناس الدغيدي فكان لها مع الراحل قصص وحكايات، خاصة لأنهما عملا معا كثيرا وكانا يعيشان في نفس الحي السكني، ما جعل العلاقة بينهما كبيرة، حيث كشفت إيناس الدغيدي عن السبب وراء فشل علاقات أحمد زكي العاطفية، وأرجعت ذلك إلى ما حدث له من أمه وهو صغير.
وذلك بعدما تركته والدته وتزوجت وقام خاله بتربيته، وهو ما تسبب في مشكلة له بسن صغيرة، واستمرت بعد ذلك، حيث كانت دائما علاقاته العاطفية تنتهي بالفشل وهو ما حدث في زواجه أيضا، خاصة وأنه لم يكن يعرف ما يريده من العلاقة وهل هو في حاجه إلى حبيبة أم صديقة أم غير ذلك.
رفض "استاكوزا" لأربع سنوات
وحول فيلم "استاكوزا" الذي قدمه زكي بصحبة رغدة وأخرجته إيناس الدغيدي، فرغم النجاح الكبير الذي حققه العمل إلا أن المفاجأة كانت اعتراض أحمد زكي عليه لأربع سنوات كاملة قبل أن يوافق في النهاية على تقديمه.
رفض أحمد زكي للفيلم جاء بسبب مشهد ضرب رغدة للبطل في منطقة حساسة، وهو ما كان زكي يرفضه بشدة ويرغب في حذفه، ولكن إيناس الدغيدي كانت ترى في المشهد محركا رئيسيا للأحداث، لذلك كانت تصر على وجوده، وبعد أربع سنوات استجاب زكي لرغبتها وقام بتصوير الفيلم، ولكنه أخبرها أن لديها مشكلة مع الرجال وتتعمد إظهارهم بهذا الشكل في أفلامها.
ومن بين المواقف التي جمعت زكي بالدغيدي، ما جرى أثناء تصوير أحد الأفلام حينما كان زكي يصور مشهدا في الشارع وسط التفاف الجمهور حول طاقم العمل، وقتها لم يلق أداء زكي قبول إيناس الدغيدي التي طلبت إعادة المشهد بصوت عالي.
ما جعل أحمد زكي يمسكها من يدها ويطلب منها الحديث في السيارة، إلا أنها بعد جلوسها في السيارة وجدت أحمد زكي يغلق الباب عليها ويخبرها بأنه سيقوم بتصوير المشهد وحده وبعدها سيأتي إليها ليخرجها.
هجوم المرض
فترة المرض كانت لها كواليس مريرة، تحدث عنها الماكيير محمد عشوب الذي كان صديقا للراحل، وأوضح أنه أثناء تصوير فيلم "معالي الوزير" كان أحمد زكي يضع أمامه أربع علب سجائر من أنواع مختلفة، وهو أمر شديد الخطورة.
وحينما سأله عشوب عن السبب أجابه زكي قائلا "عشان السرطان يخش بسرعة"، وبالفعل مع نهاية تصوير الفيلم هاجم المرض أحمد زكي.
ووقت تصوير فيلم "حليم" كان زكي يعاني من صعوبات بالغة، وهو ما دفع الطبيب لإخبار عشوب أن أحمد زكي لن يكمل الفيلم بسبب المرض، وهو الأمر الذي علم به عماد أديب، ولكنه قرر استكمال الفيلم حتى يحقق حلم أحمد زكي في تجسيد شخصية عبد الحليم حافظ.