منذ أن بدأت بنشر كتاباتٍ في السياسة قبل حوالي السنة, وهي كتابات تُناقش ما يجري في المنطقة وتخالف سياسة بيئة حزبية معروفة داخل الطائفة الشيعية في لبنان, بدأت حملة إعلامية منظمة وواسعة موجهة ضدي, استعملت فيها كافة الأسلحة القذرة من تهديدات بالإعتداء الجسدي والقتل وشتائم يخجل أي امرئٍ محترم فضلاً عن أن ينطق بها أو حتى يسمعها . إلا أنني -ومعرفة مني بالدَّرْك السَّحيق الذي وصل إليه مجتمعنا على كل مستوى- فقد فضَّلت التعامل معها كما يتعامل الكرام مع الجاهلين والمرور بها مرور الكرام . حتى وصل الأمر بها إلى التعرُّض لي ولعائلتي في المناسبات التي أشارك فيها, مما دفعني إلى ربط الأحداث ببعضها كما يفرضه منطق الأحداث, وخصوصاً أنني خير من يعرف كيف يفكر ويمكر هؤلاء وكيف يعملون, وبيني وبينهم عمل استمر عشرات السنين في مختلف المجالات التي يخوضونها !!
إقرأ أيضا : الأحزاب الدينية فرق شيطانية
وما فاجئني بالأمس هو اعتداء خطير, وأكتفي الآن بالقول أنه "ليس بريئاً وعفوياً" على الإطلاق, وخصوصاً عند ملاحظة القرائن التي حَفَّت بوجودي في تلك المناسبة, والتي قام بها حزبيون من هذه الفئة قبل أن يحصل الاعتداء بقليل . وأُعرِض الآن عن ذِكر خلفية هذا الأعتداء الخطير والقرائن التي حدثت قبل الإعتداء بقليل وما كان يُراد القيام به ضدي, وذلك أن الموضوع برمَّته هو في أيدي الأجهزة الأمنية والقضائية بكل حيثياته, وخصوصاً ما سبق وحُضِّر له إعلامياً قبل أشهر من اليوم, وبعد أن يتم الانتهاء من كامل التحقيقات الأمنية والإجراءات القضائية في هذا الأمر الخطير وخلفيته المعروفة, عندها سيكون لي كلام آخر .
إقرأ أيضا : سيطرة الأحزاب على المساجد .. دَمّرتها !!
وما جرى بالأمس هو التالي : أثناء قيامي بتأدية واجب العزاء في وفاة إحدى قريباتنا الحاجة خديجة حطيط رحمة الله عليها في حسينية بلدتنا الدوير, وبعدما انتهى مجلس العزاء وخرجنا من مبنى حسينية البلدة وركبنا سيارة كانت تقلنا وهممنا بالتوجه إلى منزل أصحاب العزاء لحضور وليمة دُعينا إليها, فؤجئت بشاب ملتحي يقف أمام طريق السيارة ويمنعها من التحرك, وصار يدعو باقي سائقي السيارات الذين كانوا يحضرون مجلس الفاتحة إلى الرحيل من موقف السيارات قرب الحسينية, في محاولة منه لإفراغ المكان من الحاضرين وإبقائي وعائلتي لوحدنا هناك, فقام بعض الأقارب الأحباء بالطلب منه أن يبتعد عن طريقي لأنهم ينتظرون أن سيارتنا حتى يسيرون معي إلى بيت أهل العزاء, إلا أنه رفض ذلك وأصر على الوقوف في طريقي والعمل وتسهيل مرور السيارات الأخرى الموجودة ليخلوا المكان, فحصل هرج ومرج بينه وبين أقاربي وخصوصاً عندما لمسوا أن ما يجري ليس طبيعياً, وهم يعرفون بمستوى الخلاف السياسي الحاصل بيني وبين الجهة الحزبية التي ينتسب إليها هذا الشاب, فقاموا بمحاولة إبعاده عن سيارتنا رغما عنه, فما كان منه إلا أن بدأ بالضرب السيارة بيديه ثم هاجمنا بشكل عدواني كبير ونحن في داخل السيارة وصار يصيح بوجهنا محاولا استفزازي وافتعال مشكلة معي, إلا أنني ومعرفة مني بخلفية ما يجري فقد حافظت على هدوئي درءاً لفتنة داخل البلدة بدأت ملامحها تلوح وقتها أمام ناظري .
إقرأ أيضا : من يرد الإيقاع بالشيخ عباس حطيط ؟!!
وعندما سألت عن اسم هذا الشخص, علمت أن إسمه هو "حسن يوسف سرحان" , وهو منظّم في جهة حزبية لبنانية معروفة, وبيني وبينها خلافات سياسية أخذت منحى حاداً ومتوتراً جداً من قِبلها . حيث أنه قبل أشهر من تاريخ هذا الاعتداء, قامت هذه الجهة الحزبية بحملة تحريض إعلامية واسعة النطاق في لبنان ضدي, وصارت هذه الحملة تدعوا علناً إلى قتلي عند دخولي لبلدتي الدوير وفي الحسينية بالذات . فقمت بالإعراض عن هذه الحملة وإكمال طريقي السياسي الذي أعتقد به . وقد احتفظت بجزء كبير من تلك التهديدات وبأسماء من أطلقوها للوقت المناسب الذي قد جاء الآن, وهؤلاء معروفون بأنهم ينتمون لنفس الجهة التي ينتمي إليها هذا المعتدي .
إقرأ أيضا : فليرحل أمراء الحرب عن صدورنا
أكتفي حاليا بما ذكرته في بياني هذا, بانتظار انتهاء التحقيقات الأمنية ومعرفة الخلفية التي تقف خلف ما جرى, وسأزوِّد الأجهزة الأمنية والقضائية بكل ما عندي من وثائق احتفظت بها من تلك الحملة الإعلامية التي سبقت ومَهَّدت للأمر الخطير الذي تعرَّضت له بالأمس .