عقدت قيادة التحالف المدني الإسلامي مؤتمرا صحافيا تحدث فيه أمينه العام أحمد الأيوبي بحضور رئيس المكتب السياسي الدكتور بلال الدندشي ورئيس اللجنة التنظيمية أحمد قصيراوي ورئيس مركز حزب القوات اللبنانية في طرابلس فادي محفوض والمحامي أسعد موراني واعضاء الهيئة القيادية في التحالف وفعاليات طرابلسية.
نص المؤتمر
إن التحالف المدني الإسلامي يشيد بالتضامن الذي ظهر من القيادات الإسلامية مع دولة رئيس الحكومة سعد الحريري إثر ما تعرض له من قبل متظاهرين مندسين ، وينظر إلى التطورات التي تلته بعين الأمل بتجدّد الجهود للوصول إلى مصالحة إسلامية شاملة لا تستثني أحداً.
فلقد جاء التضامن مع شخص ومقام الرئيس الحريري ، من قبل الرؤساء: فؤاد السنيورة ، نجيب مقياتي وتمام سلام ، ومن الوزير أشرف ريفي ، ومن سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ، فضلاً عن سيل من المواقف الشعبية الرافضة للتعرض له بأي سوء.
لذلك نرى أن هذا التضامن يحمل رسالة واضحة مغزاها توق الجميع إلى التضامن والوحدة في وجه التحديات التي نواجهها على المستويين الإسلامي والوطني ، وفي ظل فقدان التوازن تحت وطأة هيمنة سلاح "حزب الله" وسطوته السياسية والأمنية.
وعلى هذا الأساس فإننا ندعو إلى مصالحة تضمن الحفاظ على المصالح الإسلامية العليا ، وتترك هامش الخلاف حول المسالك السياسية متاحاً ، لأنه ربما يتعذّر الوصول إلى تفاهم حول رؤية واحدة في هذا المجال.
فكما أن حفظ مقام رئاسة الوزراء واجب ، فإن حفظ المصالح والحقوق للناس أيضاً واحب ، وهو يستدعي التضامن والتعاون والتكاتف ، في ظل الواقع المتردي الذي يعانيه المسلمون في لبنان.
إن القيادات السنية مدعوة اليوم إلى استعادة قنوات التواصل ، بعيداً عن لغة الإقصاء أو التخوين ، وخاصة بين الرؤساء: سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق والوزير أشرف ريفي والوزير محمد الصفدي ، فضلاً عن سائر القيادات الدينية والمدنية ، لأنه لا مصالحة إذا تم إستبعاد الوزير ريفي ، ونشدّد على أهمية الإفادة من السقف المرتفع يطرحه ، في إطار التوازنات المطلوبة في البلد.
ونتوجه إلى دولة الرئيس سعد الحريري بالتأكيد على أننا نريدك أن تكون قوياً في موقعك وأن لا يتمكن أحد من النيل من شخصك ومقامك ، ولكننا ندعوك تعزيز التواصل مع الناس ، وإلى تغليب مصالح الأغلبية الساحقة من اللبنانيين الذين يتوقون إلى عدالة إجتماعية توقف انحدار أوضاعهم الإقتصادية وتـُحسّن مستوى معيشتهم.
فالناس لم تعد تتحمّل ضرائب تضرب معيشتها اليومية ، وتدعوكم إلى مواجهة الفساد والتهرب الضريبي وسيطرة "حزب الله" على المرفأ والمنافذ البرية مع ما يتركه ذلك من خسائر هائلة على الإقتصاد الوطني.
ــ يشيد التحالف المدني الإسلامي باهتمام دولة الرئيس نجيب ميقاتي بالشأن الديني ، وخاصة إطلاق "جائزة عزم طرابلس الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده" مع ما حملته من استعادة لدور مدينة العلم والعلماء بتوافد حفظة القرآن الكريم من ثلاثين دولة وتأمين حسن وفادتهم وسط تغطية إعلامية مميزة.
كما يشيد التحالف بخطاب الرئيس ميقاتي في مسجد محمد الأمين صلى الله عليه وسلم ،
وخاصة تشديده على تبني الوسطية باعتبارها "قاعدة شرعية التصقت بأمة الإسلام نصًّا وروحًا" ، الأمة الوسط في التفكير والشعور والحياة المتوازنة.
إنها من المرات النادرة التي يقف فيها مسؤول مسلم يعلن فيها هذا الإنتماء الواضح والهوية الإسلامية دون مداهنة أو التباس ، معززة بانفتاح وإرادة للتعاون ، بعيدا عن أساليب النزاع السياسي دون التنازل عن الحق والثوابت.
ونحن نضم صوتنا إلى صوت الرئيس ميقاتي في التحذير من أن تشتّت المكوّن السني في لبنان يضعنا في موقع الضعف وأن وحدتنا تحمينا وتحفظ الوطن ، ونثني على حسن ملاقاة الرئيس الحريري لمبادرة الرئيس ميقاتي ورعايته لإطلاق جائزة عزم طرابلس.
لقد إجتمع الرئيسان الحريري وميقاتي في ظلال مسجد الأمين وعلى رعاية حفظ القرآن الكريم وبمباركة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بخطابه الجامع وحضوره المبارك وتوجيهاته الحكيمة ، ونحن نأمل أن تتوسع دائرة التلاقي الإسلامي لمواجهة تحديات نراها خطرة ومحدقة.
كما أننا نتوجه بشكل خاص إلى معالي وزير الداخلية الأستاذ نهاد المشنوق ، ونقول له إنك تبقى ركناً من أركان الحضور السني في الدولة ، ولك في هذا المجال إنجازات نحن نعلمها ساهمَت في حفظ مصالح كبرى ودفعت أضراراً جسيمة.. لذلك ، وفي ضوء ما نلمسه من حاجة لتحريك الكثير من القضايا العالقة ، ندعوك إلى القيام بزيارة قريبة إلى طرابلس ، تخرج عن إطار الرسميات لتكون محطة تقييم لواقع عاصمة الشمال واللقاء بأهلها الطيبين ، ولرعاية إنتقالها من مدينة محاصرة بالتشويه والإفتراء إلى حاضرة للعطاء والإنماء ، رافعين شعار أن مواجهة الإرهاب لا تكون بالأمن فقط ، بل إن مكافحة التطرف فرصة للإصلاح والتنمية ، ونؤكد لك أن لك في طرابلس أهلاً وأصدقاء يحملون لك المودة ويتوقون للتعاون معكم لما فيه خير المسلمين والوطن.
من هنا ندعو القيادات الإسلامية إلى العودة إلى ثوابت دار الفتوى التي اعتمدها الجميع ، والإنطلاق منها لوضع أولويات المصلحة الإسلامية والعمل على تحقيقها ، وخاصة في مواقع الدولة ومرافقها ، وفي مشاريع التنمية والتعليم والنهوض الإقتصادي والإجتماعي ، لأن من يغيب عن الحضور يسقط من معادلة التوازن الوطني.
وفي هذا الإطار نتوقف عند جملة ملفات ضاغطة أهمها:
ــ التعاون الفعّال مع دار الفتوى بقيادة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ، عبر العمل للنهوض بمؤسسات الدار ودعم سياسة الإصلاح والتطوير التي يتوق سماحة مفتي الجمهورية إلى تحقيقها ، وهذا يتم عبر البحث المشترك والشفاف والمباشر في الآليات الكفيلة بتحقيق هذا النهوض ، وليس الإكتفاء بالمواقف والدعم العام.
ــ ضرورة تحريك المشاريع الإنمائية في طرابلس وتوحيد الجهود لإنجاز خطوات عملية ، تحت شعار تحييد الإنماء عن الصراعات السياسية ، فتكون المصالحة لصاح الناس.
ــ ضرورة التوجه الجماعي نحو بلدة عرسال لإنقاذها من حالة الحصار الإقتصادي الذي تعانيه منذ سنوات ، وإيجاد الحل المتوازن الذي يضمن أمن المنطقة ويتيح للأهالي العودة إلى أراضيهم الزراعية وإلى أعمالهم ، لأن الإستمرار في تضييق الخناق على عرسال هو أحد أبواب التطرف.
ــ يدعو التحالف المدني الإسلامي إلى تضافر الجهود لوقف حالة الإستنزاف القائمة جراء إستمرار الإعتقالات العشوائية وفقدان المعايير القانونية والإنسانية في مسار التوقيفات ، وإن هذا الواقع يحتاج إلى إجماع القيادات الإسلامية على حسن تطبيق القانون والوصول إلى آلية واضحة توقف حالة القلق الجماعي التي تجتاح شارعنا ، وتعيد جسر الهوة بين الدولة والناس.
وإننا في هذا السياق نستنكر الأحكام المتساهلة مع كبار عملاء العدو الصهيوني والصمت الذي ساد أوساط الممانعة حيال هذه الملف.
وفي المقابل، ونظراً للرمزية التي يشكلها الفنان والأخ فضل شاكر ، ندعو الجميع إلى المساهمة في تفكيك ملفه وإخراجه من الوضع الذي هو فيه الآن ، على قاعدة تطبيق القانون دون تحيّز أو خضوع للضغوط السياسية والإعلامية ، خاصة أن كل التحقيقات والإستجوابات في ملف عبرا أظهرت بوضوح عدم وجود أي صلة لفضل بنلك الأحداث المؤسفة ، ونقول إن المحاكمات لا تتم عبر الإعلام ، وتحقيق العدالة لأسر شهداء الجيش لا يكون إلا عبر العدالة والعدالة فقط.
ــ يؤكد التحالف المدني الإسلامي أن التعاون الإسلامي المسيحي عنصر أساس من عناصر الحصانة الوطنية ، ويشدّد على ما يمثـّله التواصل مع حزب القوات اللبنانية من أهمية سياسية ووطنية ، منوهاً بنجاح زيارة دولة نائب رئيس الوزراء ، معالي وزير الصحة العامة الأستاذ غسان حاصباني إلى طرابلس ، مؤكدين ضرورة البناء عليها ، ومواصلة الجهود للنهوض الصحي والإجتماعي بالمدينة ، حيث ننتظر زيارة معالي وزير الشؤون الإجتماعية الأستاذ بيار بو عاصي لاستكمال التصور المتكامل حول ما يمكن لهذه الوزارة الهامة أن تقدمه للمدينة ، على القاعدة التي يعمل عليها وزراء القوات اللبنانية ، وهي أنهم وزراء كل لبنان.
شكرا لحضوركم
والسلام عليكم
عشتم وعاش لبنان