أثار السيد حسن نصرالله جبهة إشتباك جديدة في لبنان بخلفية ثقافية هذه المرة من خلال طرحه لموضوع الزواج المبكر، وكثرُت الردود عليه وكُتبت المطولات المناهضة كما المؤيدة وأخذ الموضوع نصيبًا واسعًا على صفحات التواصل الإجتماعي.
لفتني في هذا السياق ما قد أعتبره أخطر بما لا يقاس عن نفس موضوع الزواج المبكر، وهو طريقة عرض السيد نصر الله للفكرة، والمنطلق الذي من خلاله استدل السيد على صحته وعلى تبريره، وواجه من خلاله (المنطق) من يمكن أن يعترض عليه أو أن يكون له رأي آخر.
إقرأ أيضًا: السيد نصرالله والزواج المبكر.. عودٌ على بدء
فقد حسم السيد النقاش، شأنه بذلك شأن كل الأصوليين الإخباريين المتشددين عندما قال للمعترضين: " شو إنتو بتعرفو أكتر من الله " ؟؟؟؟؟
هنا بالتحديد مكمن الخطر الأكبر، وفي مثل هذا التفكير بدأ الإنحدار المهول للأمة الإسلامية منذ إبن رشد (520- 595) وحتى اللحظة، عندما نعتبر أن الأحكام الشرعية أو الفتوى هي فوق الزمان والمكان ومن دون أي إعتبار للظروف الموضوعية التي ولدت الفتوى من رحمها.
إقرأ أيضًا: تفاصيل تكشف للمرة الاولى عن حياة نصر الله الشخصية
عندما نقول : ( شو إنت بتعرف أكتر من الله ؟؟ )، ونقولها للفقه كما للإجتماع كما للسياسة... فهذا يعني أمر واحد هو تعطيل أي دور للعقل الإبداعي، وإفتراض أن التشريعات وفتاوى الفقهاء القدامى هي ثابتة لا تتبدل بحسب مقاصدها وهذا ما يجعل المجتمع الإسلامي يعيش في القرون الغابرة، وبهذا المنطق صرنا في آخر سلم الأمم ،، وهنا بالتحديد مكمن الخطر.