... متأطئاً رأسه، واضعاً يديه المشبوكتين خلف ظهره، وقف العسكري "د.خ" أمام قوس المحكمة العسكريّة محاولاً أن ينفض عنه تهمة "التعرّض للآداب العامّة وتهديد زميل له بالقتل".
إقترب الشاب الثلاثيني من المذياع المثبّت في مقدّمة القاعة وراح يسمع بـ"خجل" ما أُسند إليه. السؤال الأوّل الذي طرحه عليه رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله : "شو يا (...) شو هيدا اللي عملتو؟". إحمرّت وجنتا الشاب قبل أن يُجيب : "كنت عم إمزح سيدنا، كلنا منمزح مع بعض".
وقبل أن يكمل كلامه المتقطّع عاجله العميد بسؤال آخر: "ما هي علاقتك بالجندي الآخر (...) ألم تحاول التحرّش به جنسيّاً فقام بصدّك وأخبرك أنّه سيُفيد عنك لرئيسك، حينها قمت أنت بتهديده بالذبح إن فعل؟".
ردّ المستجوب: "كانت مجرّد مزحة سيدنا، وأنا خفت من أن يخبر عنّي فقمت بتهديده". وتابع المتهم: "شاءت الظروف أن التحقتُ بإحدى الدورات العسكريّة، وتفاجأتُ لدى عودتي أنّه أفاد عنّي إلى الأمن العسكري، فتمّ توقيفي لمدّة 32 يوماً".
وبمواجهته بإفادته الأوّليّة التي اعترف فيها بأنّه كانت لديه ميول جنسيّة اقتصرت على بعض المداعبات، وأنّه تحرّش فعلاً بزميله في الجيش، نفى العسكري ذلك أمام "العسكرية"، موضحاً أنّه لم يكن ينوي تنفيذ تهديده بالقتل. وختم بالقول: "شو إرهابي أنا.. أكيد ما كنت ناوي أعملّو شي.. مالي ومالو.. كنت عم أمزح معو".