هو ليس فيلماً بوليسياً حبكت مشاهده على طريقة "الأكشن"، وتمّ تصوير وقائعه ما بين لبنان والبرازيل، لكنه قصّة واقعيّة "بطلها" مخرج سينمائي، ضُبط متلبساً مع صديقته في إحدى الفنادق اللبنانيّة وبحوزتهما كميّة من المخدرات.
فنتيجة مراقبة الأجهزة الأمنية للشبكات الضالعة في تهريب المخدّرات، وبناء على معلومات توافرت عن وجود نزيل في أحد الفنادق في محلّة حالات، وبحوزته كميّة من مادة الكوكايين الخام، تمّ إدخالها عبر مطار رفيق الحريري الدولي، داهمت دورية من مكتب مكافحة المخدّرات الفندق وأوقفت شاباً ومعه صديقته "هـ.أ" وعثر بحوزتهما على كمية 20 غراماً من مادّة الكوكايين، فيما إعترفت الفتاة بأن الكوكايين الخام موجود في منزلها في بيروت.
وبعدما أُخضع الموقوف للتحقيق أفاد أنّه يعمل مخرجاً سينمائياً، وكان ينوي السفر إلى الخارج بهدف تصوير فيلم سينمائي، وبعدما تعرّف على اللبنانيين "م. ز" و"ر. ز"، أقنعاه بتصوير الفيلم في البرازيل لأنّ لديهما أقرباء هناك قادرون على مساعدته، وأنّهما سيدعمانه ماديّاً في إنتاج الفيلم. راقت الفكرة للمخرج وسلّمهما جواز سفره، فسارعا الى حجز تذكرة سفر له، ولدى وصوله إلى مطار ساوباولو، حضر شخص وأقله إلى الفندق. ما إن دخل "الضيف اللبناني" الغرفة حتى أخبره من أوصله أنّه محتجز وممنوع من الخروج. بقي الشاب على هذه الحال لمدّة شهر حتى سُمح له الإتصال بصديقته اللبنانيّة، فسارع لإخبارها أنّ إحدى مافيات المخدّرات اعتقلته وتعرّضت له بالضرب والتعنيف وأجبره رجالها على تعاطي المخدرات، وطلبوا منه تهريب كميّة كوكايين من البرازيل إلى لبنان (1700 غرام)، قاموا بلفّها على ربائط مشدودة على قدميه، فهدأت الفتاة من روعه وأعلمته أنّها ستتصل بأحد الأشخاص في بيروت ليساعده على الخروج من المطار سالماً.
ووفقاً لاعترافات المخرج، ما إن وطأت قدماه أرض المطار، حتى سهّل أحد "الحمّالين" خروجه من دون تفتيش، ومن دون المرور على جهاز "السكانر"، وعلى باب المطار سلّم الكوكايين الخام لأشخاص كانوا بانتظاره.
أما صديقته فصرّحت أنّ علاقة حب تربطها بالمخرج، وأن الأخير أخبرها أنّه تعرّض لمشاكل في دولة الباراغواي، على يد أشخاص قصدهم لتصوير مشاهد من فيلمه الموعود، وأنهم غدروا به وحجزوا حريّته وجواز سفره كوسيلة ضغط، لإجباره على تهريب المخدرات من البرازيل إلى لبنان. فيما جرى توقيف "الحمّال" لاحقاً.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أصدرت حكماً علنيّاً وجاهيّاً قضى بإنزال عقوبة السجن سنتين ونصف السنة بحق المخرج، و5 سنوات بحق العامل في المطار، والأشغال الشاقة المؤبّدة غيابياً بحق صديقة المخرج وكل المتورطين الفارين من العدالة.