صديقي يومياً من بيته إلى متجره ومن متجره إلى بيته ويذهب إلى سهرة بين ليلة وأخرى ليشرب النرجيلة ويتحدث قليلا بالسياسة والثقافة مع أعضاء السهرة لكنه لا يشارك في تظاهرة ولا في احتجاج ولا في موقف سياسي بأي وسيلة من الوسائل الإعلامية ولا يرغب بالفايسبوك ولا بالتويتر لأنه لا يحب الإحتكاك بالناس ولا بالإفصاح عن موقفه السياسي إزاء البؤس الذي يحيط في مجتمعنا ولا يريد المشاركة في أي نشاط سياسي وثقافي لتنوير المجتمع وتغذية بصيرته حتى يرى الحق حقاً فينصره والباطل باطلاً فيخذله إن لم يُرِدْ مواجهته ، فهو مع هذه المصيبة يحسب نفسه أنه من عقلاء البشر ومن الطبقة الواعية الرشيدة والحكيمة وينام ملئ عينيه معتقداً بأنه من الناجين يوم الحساب والثواب والعقاب والعتاب ؟!
إقرا أيضا: خذوا الحكمة ولو من ابن الثمانين
بكل صراحة أدعو لهذا الإنسان الذي له أشباه كثيرون في مجتمعي أدعو له ولهم بالشفاء العاجل من عمى البصيرة ، لأن قوة الأشرار علينا وليدة سكوت هذا النوع من الأخيار الصامتين والمنصرفين عن الكدح والنشاط في مواجهة هؤلاء الأشرار من حكامنا والمنصرفين لتكديس الثروة وتضخيم رأسمال .
يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فَمُلاقيه .