يثير حسّ الوخز في الرأس توجساً مشحوناً بالقلق والتوتر، خصوصاً عندما يترافق مع نوع من الألم المبهم الذي يتراقص على سطح الجمجمة من جانب إلى آخر، أو من الأمام إلى الخلف، ويقفز أحياناً إلى جهات أخرى، كاللسان والأذن والأنف والعينين وربما إلى الوجنتين.
إذا زارك الوخز في الرأس في شكل نادر جداً فلا تشغل بالك، فهو عارض عابر لا يشير إلى علة مرضية. في المقابل إذا حل الوخز على الرأس كضيف ثقيل، فيجب عليك هنا عدم إهماله، لأنه قد يعكس ظرفاً طارئاً يحصل في الكواليس.
ما أسباب الوخز في الرأس؟
يميل معظم الأطباء إلى اعتبار أن السبب الأكثر شيوعاً للوخز يكمن في مشكلة في وظيفة عصب معين، أو نتيجة الضغط على هذا العصب، أو لخلل كيماوي في الجسم يضر بوظيفة العصب.
وفي شكل عام فان غالبية الأسباب الكامنة وراء الوخز في الرأس لا تحمل خطورة جدية، باستثناء الحالات التي يتزامن فيها الوخز مع شلل أو ضعف شديد في العضلات، حتى ولو كان هذا محصوراً في بقعة معينة من الجسم.
ومن الأسباب الأقل شيوعاً للوخز في الرأس:
- صداع الشدة النفسية، وفيه يشعر المريض بوخز في الرأس يترافق مع ألم في الجمجمة وأحياناً مع شد في عضلات الرقبة والظهر والكتف والعينين. وينتج صداع الشدة عادة من الضغط النفسي والسهر وإجهاد العينين.
- تقلبات في درجة الحرارة تؤثر في الرأس وتسبب التنميل، خصوصاً في درجات الحرارة المنخفضة وبعد التعرض للبرد الشديد.
- إصابات في الأعصاب وفي منطقة الرقبة، يمكنها أن تؤدي إلى ظهور عوارض عدة، منها الوخز وحس التنميل في الرأس، وبعض الاضطرابات العصبية الحادة.
- إصابة النخاع الشوكي نتيجة الحوادث العرضية، أو بسبب التعرض لبعض الأمراض مثل الأمراض التنكسية للعمود الفقري.
- مرض الهربس النطاقي، وهو داء فيروسي يتميز بظهور اندفاعات جلدية على امتداد العصب المصاب، ويشعر المصاب في هذه الحالة بوخز يطاول جهة واحدة من الرأس.
- داء الصرع، وينتج من وجود خلل في نقل الشارات الكهربائية في قلب الدماغ، ما يتسبب في تشنجات عضلية تترافق كثيراً مع الإحساس بالوخز في الرأس.
- تضيّق الشرايين الدموية في منطقة الرقبة ما يؤدي إلى عرقلة وصول الدم إلى الرأس.
- التعب وسوء التغذية والإرهاق الشديد.
- البقاء في الوضعية ذاتها لفترة طويلة.
- التدخين وشرب الكحوليات.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- نقص بعض الفيتامينات، خصوصاً فيتامينات المجموعة ب.
- زيادة مستويات الكلس والبوتاسيوم والصوديوم في الدم.
- الحساسية نتيجة تناول بعض أنواع المأكولات.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل نقص نشاط الغدة الدرقية، والداء السكري، والصداع النصفي، ومرض الساركوئيد، وداء التصلب اللويحي، والأمراض العصبية العضلية، والسكتة الدماغية، وهذه الأخيرة تحصل بعيد التعرض للجلطة أو للنزف الدماغي.
كيف يتم علاج الوخز في الرأس؟
إن معرفة سبب الوخز تمثل بوابة الحل للتخلص منه، لكن قبل كل شيء لا بد من العمل على إزالة المسببات البديهية للوخز، ومن أهمها الوضعية السيئة، والتدخين، وشرب الكحوليات، والضغط النفسي، والتعب، والإجهاد، والسهر الطويل، وسوء التغذية، وتناول بعض الأطعمة والأدوية التي قد تكون متورطة في هذه القضية.
ويكفي في كثير من الأحيان التخلي عن بعض العادات السيئة، والابتعاد التام من الضغوط العصبية المثيرة للقلق والاكتئاب، وممارسة النشاط الرياضي باستمرار، والاسترخاء، والتغذية المتوازنة، والنوم ساعات كافية كل ليلة.
أما إذا استمر الوخز على رغم إزالة أسبابه فلا مفر عند ذلك من البحث عن أسباب أخرى لا تخفى على الطبيب، من أبرزها نقص الفيتامين ب12 وبعض الأمراض العضوية.
إن الوخز في الرأس هو عبارة عن إحساس غير مريح لا يدل في معظم حالاته على مشكلة خطيرة، لكنه في بعض الحالات قد يعكس وضعاً مثيراً للقلق، كالسكتة الدماغية والداء السكري والورم المخي وغيرها، وبالتالي يتوجب هنا مراجعة الطبيب للبحث عن السبب الذي أدى إلى ظهوره وعلاجه، خصوصاً إذا ترافق الوخز مع تنميل في أحد جانبي الجسم. ولا يجب أن يغيب عن البال أن الاستيقاظ من النوم على وقع الوخز في أحد الجانبين من الرأس والجسم والذي يختفي في الدقائق الأولى بعد الاستيقاظ يجب أن يدعو إلى الشك بالوضعية السيئة.