ارتفعت شدة الانتقادات التي يبديها الخبراء الروس لقادة الجيش السوري، واصفين إياهم بعدم فهم معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية، وإهمال الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة، الأمر الذي يتسبب في تلفها السريع.
وذكر تقرير لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” أن المستشارين الروس يأخذون على الجنود السوريين عدم رغبتهم في التحرك على وجه السرعة، وعادة يستخدمون كلمة “غدا”، في إشارة إلى تأجيل المهام العاجلة.
وليس ذلك فحسب، فعلى المستشارين العسكريين الروس التدريب على كل شيء، ويضطرون إلى فعل ذلك بعناية فائقة، مشيرين إلى الأخطاء والعيوب بلباقة بالغة.
وكشفت المعارك الأخيرة التي شهدتها أحياء ملاصقة لدمشق مثل القابون وجوبر مدى الانزعاج الروسي من سوء أداء القوات السورية.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن المعركة الأخيرة، التي وصل فيها مقاتلو المعارضة إلى ساحة العباسيين وحاولوا الربط بين القابون وجوبر، حسمت بعد قتال استمر 16 ساعة.
وقالت إنه بعد “حشر” مقاتلي المعارضة “اضطر هؤلاء إلى التراجع”.
ومعروف أن ليس هناك ما يؤكّد، حتّى الآن واستنادا إلى مصادر مستقلة، حسم معركة جوبر والقابون وذلك في ظل سماع سكان دمشق دوي القذائف المتبادلة.
ميخائيل خوداريونوك: الخبراء الروس متذمرون من أداء القوات السورية والحرس الإيراني وحزب الله
وعلى الرغم من تأكيد الصحيفة على أنّ المعارضة لم تستطع تحقيق أهدافها، تحدث الخبراء الروس عن “الظواهر السلبية” التي كشفتها المعركة الأخيرة وذلك على غرار ما حصل سابقا في تدمر.
وسبق أن ذكر المحلل العسكري الروسي العقيد ميخائيل خوداريونوك، أن قوات بلاده متذمرة جدًّا من قوات الرئيس السوري وعناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وأشار إلى أنه في تدمر حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد أصبحت قوات الأسد بعد الطلقات الأولى لداعش في حالة ذعر، إذ ألقى الجنود أسلحتهم وتركوا الآليات العسكرية وهربوا من تدمر، ولكن الجنود الروس قاتلوا وحدهم.
وتعمل مجموعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا على جميع مستويات البنية العامة للقوات المسلحة، وفي مقرات قيادة الأركان، وفي إدارات الإمدادات ومع القوات العسكرية على الأرض.
وأكدت مصادر عسكرية روسية أن التحرك الفوري الذي أبدته الهياكل الإدارية للجيش السوري في التصدي لهجوم على حي جوبر في دمشق، حدث بفضل الدور الذي لعبه المستشارون العسكريون الروس.
إذ أن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ. ولكن النجاح الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة، هم مدينون به لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية.
وقالت المصادر نفسها “لو بقي السوريون وحدهم من دون تدخل الروس، لأخذت عملية القضاء على الإرهابيين الذين شقوا طريقهم إلى دمشق شهرا آخر، فالهجوم الجامح وتطويره والمناورات التكتيكية الماهرة وكسر شوكة العدو، جميع هذه الميزات ليست موجودة في أي جيش من الجيوش العربية”.
وفضلا عن ذلك، قال مصدر في وزارة الدفاع السورية إنه تمت محاصرة جزء من التشكيلات المعارضة والقضاء عليها، وهذا كذلك لا يشبه تماما نمط عمل الجيش السوري.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية ومنذ فترة طويلة المعلومات التي تشير إلى وجود القوات الخاصة الروسية في سوريا. بيد أن الحديث عن وجود الشركات العسكرية الخاصة ينتشر فقط في المدونات. وفي معارك من هذا النوع، فإن استخدام القوات الخاصة شبيه بدق مسامير في جهاز الكمبيوتر. بينما وجود قوة ذات قدرة قتالية عالية للمشاة التابعة للشركات العسكرية الخاصة مفيد للغاية.