فخامة الرئيس
تحية طيبة ، وبعد:
أخاطبكم بشكل مباشر لأنني أعلم أنكم لا ترضون أن يكون بينكم وبين الناس حجاب ، ولأنكم تتمسكون بالشفافية إلى أبعد الحدود
كما أخاطبكم بإسم "التحالف المدني الإسلامي" لأعبر لكم عن تقديرنا كنخبة مثقفة تحمل تمسكها بمشروع الدولة والقانون وتتبنى الإصلاح ومواجهة الفساد، وتعبّر عن قضايا مجتمعها الذي تنطلق منه، فنطرح مقارباتنا الإجتماعية والسياسية من منطلق الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وحفظ سيادة الدولة ورفض الإرهاب، ومعالجة أسبابه وفق منهجية الإعتدال الديني ودعم الجيش والتأكيد على أهمية التنمية كسلاح فعال في وجه التطرف..
فخامة الرئيس،
بهذه الخلفية، ولأننا آلينا على أنفسنا التعبير عن القضايا المحقة والعادلة، نتوجه لكم بهذا الكتاب الذي نأمل أن يلقى لديكم الإهتمام والرعاية، ونحن نطرح بين يديكم مظلمة نعتقد أنها ستكون موضع إنصاف لديكم
• الإشكالية والقضية:
بتاريخ 24/ كانون الثاني /2017 تقدمت المحامية زينة المصري من وزارة الخارجية اللبنانية بطلب ترشيحها لانتخابات لجنة حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية، وقد وافق معالي وزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل على الترشيح، بعد الإطلاع على سيرتها الذاتية، وبناء على مشاركتها المتواصلة في أعمال اللجنة بصفتها الشخصية، كناشطة حقوقية وقانونية على المستوى اللبناني والعربي، وقامت دوائر الخارجية بإبلاغ السفارة اللبنانية رسميًا بهذا الترشيح، ثم أرسلت هذه ادوائر كتباً إلى الجهات العربية المعنية لدعم انتخاب مرشحة لبنان لهذا المنصب.
بعد إقرار الترشيح قامت المحامية المصري بجولة إتصالات واسعة محلية وعربية، وتقدمت فرص لبنان للعودة إلى لجنة حقوق الإنسان العربية بعد سنوات من الغياب، وسط ترحيب من الدول المعنية، وتنامي فرص الفوز لبلدنا بعضوية هذه اللجنة العريقة.
وبعد كل هذا المسار المضني والشاق، قام معالي وزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل باتخاذ قرار بسحب ترشيح المحامية المصري، بعد إنتهاء مهلة سحب الترشيحات، مما أفقد لبنان فرصة تعيين مرشح بديل، وأحدث إرباكًا دبلوماسيًا في أوساط مندوبي الدول العربية الذين كانوا ينتظرون العملية الإنتخابية لدعم ترشيح لبنان، خاصة أن المحامية المصري تحظى بإحترام وتأييد واسع في هذا الوسط.
كان من تداعيات قرار معالي وزير الخارجية إمتناع الجامعة العربية عن تعميم القرار المستجد لمعاليه، وإحالته إلى اللجنة القانونية للبت فيه، في خطوة شكلت سابقة غير معهودة في التقليد الدبلوماسي، لأن قرار سحب الترشيح ورد خارج المهلة القانونية التي إنتهت في شهر شباط الماضي، ولا يمكن لدولة أن تسحب ترشيحها قبل 15 يومًا من إجراء الإنتخابات.
وقد أحدث قرار معالي الوزير إرباكًا على مستوى الدول التي أخذ لبنان مكانها ضمن المهلة ولم تستطع التقدم بمرشح لها بسبب حجز لبنان لمقعد الترشح.
فخامة الرئيس
لقد رفعتم شعار "بي الكل" ونحن على ثقة بأنكم تعاملون اللبنانيين على مستوى واحد من الحرص على العدالة والمساواة ومن الحفاظ على الكفاءة وعلى صورة لبنان المتضامن البعيد عن المحسوبيات والإستنسابية.
وفي الحقيقة فإننا نرى أن ما صدر من قرار سحب الترشيح للمحامية زينة المصري لإنتخابات لجنة حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية، يحمل تعسفًا وظلمًا ولا يلبي مصلحة لبنان،
سواء من حيث طريقة القرار وخلفياته، أو السعي بعد إنتهاء المهلة لاستبدالها بمرشح حزبي أو من لون معين، أو من حيث ضرب كل معايير الكفاءة والجهود الذاتية التي بذلتها المحامية المصري في سبيل تحسين صورة لبنان في هذا المحفل العريق، عبر مراكمة حضورها ومثابرتها على تقديم الدراسات والمساهمة في مناقشة التقارير المقدمة للجنة.
فخامة الرئيس
ليس بيننا وبين معالي الوزير باسيل أي خصومة شخصية، ولقد كنا من المستبشرين بعهدكم، وكان من بين العلماء المسلمين الذين التقوا بفخامتكم قبيل إنتخابكم أعضاء في التحالف المدني الإسلامي، ونحن نتطلع من خلال ثقتنا بحكمتكم إلى التدخل لمعالجة هذا الخلل الذي وقع دون أن يعني ذلك أي سعي لمواجهة مع معالي وزير الخارجية، لكن الحقيقة هي أننا لم نجد وسيلة لمخاطبتكم في هذه العجالة، سوى هذا الكتاب المفتوح الزاخر بالثقة بكم، وبأنكم ستتخذون الخطوة الصحيحة التي تحفظ العدالة والإنصاف وتضمن وصول الشخص المناسب إلى المكان المناسب وفق معايير الكفاءة والجدارة.
وتفضلوا بقبول فائق المحبة والإحترام والتقدير
الأمين العام للتحالف المدني الإسلامي في لبنان
أحمد الأيوبي